مع اقتراب عيد الأضحى لهذه السنة 2022، يسود تخوف كبير في صفوف العديد من المواطنين بالجنوب الشرقي للمغرب على غرار باقي مناطق المملكة، بسبب ارتفاع أسعار بيع الأضاحي وغلاء أسعار كل المنتوجات بدون استثناء.
وعرفت أسعار الأضاحي وجل المنتوجات الضرورية ارتفاعا صاروخيا أثقلت كاهل المواطنين، خاصة الفقراء منهم؛ وذلك في ظل الوضعية الاجتماعية والاقتصادية المتأزمة، وهو ما يزيد من مخاوفهم من أن تظل الوضعية على ما هي عليه إلى حين وصول يوم العيد وتبقى بعض الأسر دون عيد، وفق تصريحات متطابقة لعدد من المواطنين الذين حاورتهم هسبريس.
كريمة (أرملة وأم لأبناء)، من إقليم تنغير، قالت إن غلاء الأسعار أرهقها وأن متطلبات الحياة أتبعتها، مشيرة إلى أن أبناءها ينتظرون منها شراء الأضحية وملابس العيد؛ وهو ما يدفعها إلى البحث عن محسنين أو قرض مبلغ مالي لشراء متطلبات الأبناء، حتى لا يشعروا بأي نقص مع أقرانهم.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن العبارة الوحيدة التي تستحقها هذه الدنيا هي أن “العين بصيرة واليد قصيرة”، مؤكدة أنها تأمل خيرا في المحسنين الذين يساعدونها كل سنة بالكثير أو بالقليل، مشيرة إلى أن الوضعية الاقتصادية وغلاء الأسعار جعل المحسنين بدورهم يعانون منها.
وتبدو جل الأسعار ابتداء من الأضاحي والمنتوجات الغذائية والملابس مرتفعة مقارنة بالسنوات الأخيرة، وهو ما فسره بعض التجار بأن الوضع الدولي الاقتصادي والأمني ساهم في هذا الارتفاع، موضحين أن الدولة يجب أن تراجع على الأقل المبالغ الجمركية المستخلصة على المنتوجات المستوردة، وبالتالي مراقبة الأسعار في الأسواق.
وبخصوص غلاء الأضاحي، أكد عدد من الكسابة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن غلاء الأعلاف ساهم أيضا في غلاء الأضاحي، موضحين أن ندرة التساقطات المطرية والجفاف من بين الأسباب المؤدية إلى غلاء الأسعار، مؤكدين “لا يعقل أن جميع المنتوجات عرفت ارتفاعا في الأسعار وتبقى أسعار المواشي دون ارتفاع”.
ومن أجل تخفيف عبء مصاريف عيد الأضحى وغلاء الأسعار، أطلق عدد من الشباب بالجنوب الشرقي للمغرب مبادرات خيرية وإحسانية لشراء الأضاحي ومتطلبات هذه المناسبة الدينية والروحية لفائدة الأسرة المعوزة والفقيرة، من أجل تكريس ثقافة التضامن والتآزر والتآخي بين عموم الشعب.
وتروم هذه المبادرات الإحسانية والخيرية، حسب القائمين عليها، إلى تكريس ثقافة الإحسان والتكافل الاجتماعي، خاصة في مثل هذه المناسبات الدينية؛ وهي مبادرات تساهم في رسمة البسمة على وجوه المحتاجين، ويبتغي من ورائها المتطوعون التقرب من الله عزل وجل وفعل الخير.
وتتميز هذه المناسبات الدينية بكثرة المبادرات الخيرية، إذ يعمل المتطوعون على التخفيف عن الأسر العفيفة ويسهمون في رسم البسمة على وجوه المحتاجين وغير ذلك من أعمال الخير؛ وهو ما يحرص على تحقيقه أصحاب الخير والإحسان.