أثار هاشتاغ “مانيش راضي” عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث طالب المواطنون بدولة مدنية وتحسين الأوضاع المعيشية. هذا الهاشتاج، الذي تفاعل معه العديد من الجزائريين، اعتبره بعض أنصار النظام العسكري مؤامرة ضد البلاد، مما أثار موجة من السخرية نتيجة اعتبار مجرد هاشتاج مؤامرة.
في سياق متصل، صرح بلال لمراوي، الباحث في العلوم السياسية، في حديث خاص مع “أخبارنا” أن هذا الهاشتاغ “أطلقته مجموعة من الأصوات الحرة في الجزائر بعنوان #مانيش_راضي، وهو صرخة شعب يعاني من ويلات نظام عسكري قمعي يحاول إسكات أي صوت معارض للتغطية على جرائمه المستمرة منذ العشرية السوداء وحتى اليوم، من قتل وقهر اجتماعي لعموم الشعب الجزائري المغلوب على أمره”.
وأضاف لمراوي أن “الغريب في الأمر أن هذا الهاشتاغ جعل الرئيس الجزائري ينفعل ويصرح بأن الدولة الجزائرية لن يفترسها هاشتاج، وهذا التصريح يدل على هشاشة النظام السياسي في الجزائر، حيث يُحرّك هاشتاج واحد هرم السلطة السياسية”.
وتابع قائلاً: “عندما نرى الإعلام الرسمي الجزائري يربط الهاشتاغ بالمغرب، ندرك أن معاداة المغرب هي خيار استراتيجي لهذا النظام. خلق عدو خارجي هو أفضل وسيلة توصلت إليها الديكتاتوريات لشرعنة سياساتها اللا ديمقراطية. وكل صوت معارض في الجزائر أو خارجها يتم ربطه بالمغرب لتُلصق تهمة الخيانة بكل من يناضل من أجل دولة مدنية”.
وأكد الباحث لـ”أخبارنا” أن “الدليل على ذلك هو ما حدث للكاتب الجزائري صنصال، حيث تم اعتقاله فقط لأنه عبر بحرية عن رؤيته في قضية الصحراء المغربية. وهنا يجب أن نحمد الله على أن المغرب، رغم الإجماع الوطني على قضية الصحراء المغربية، ليس له حساسية تجاه الأصوات النادرة التي تخالف الإجماع الوطني، انطلاقاً من مبدأ حرية التعبير والاعتقاد السياسي”.
واختتم بلال لمراوي تصريحه قائلاً: “نحن نريد وطناً يتسع للجميع، وطناً يسير نحو الديمقراطية، وطناً يؤمن بالاختلافات بعيداً عن أي خيانة أو عمل يهدد أمن الوطن واستقراره أو عمالة لجهة خارجية”.