محمد بوتخريط
– هنا ..سأتوقف قليلا .
عن شاطئ كورنيش المدينة..أتحدث !
هناك… هناك ..يعيش طفل أحلاما أكبر من أن تكسرها نشرات الاخبار والاشهار..
في لحظة من الوقت عندما تسمع بعض الأخبار على شاشة التلفاز ينتابك شعور تستطيع أن تقول انه جميل.ولكن سرعان ما يتبدد هذا الجمال عندما تزور الاماكن التي يتحدثون عنها …
فمن قال أنني أكره المدينة، وأقسوا على مسؤوليها..
من قال أني كذبت حين وصفت المشهد الذي يشاهده أي زائر لمنطقة الكورنيش في مدينة الناظور، والتي تعتبر من المناطق السياحية الهامة في المنطقة وصاحبة الحجم الأكبر من الزوار في فصل الصيف..بالكارثي..؟
فبالله عليكم هل ذاك الشاطئ الاصطناعي مثلا و الذي قيل عنه في نشرات الاخبار والاشهار انه من أجمل الشواطئ في البلد ، يمكن فعلا أن نطلق علية كلمة “شاطئ”…!؟
رماله تشبه التراب بل تشبه “الاسفلت” صلبة “تكسر” عضلات القدمين… يعصف به إهمال لا مثيل له…
قد تتسائلون…!! وأنا الآخر أتساءل معكم …هل من المعقول أننا ما زلنا نناقش هكذا أمور ونكتب عليها ونطالب بتغييرها بدلا من أن تكون من البديهيات لدى المعنيين.!؟
انا الآخر أحلم بشاطئ جميل ، يلعب فيه أطفالنا ويكون قبلة المواطنين، فحين توزع نظراتك على مرتادي هذه الامكنة ، أطفال، فتيات، رجال، شبان ونساء، تنساب منهم ابتسامات تخالها تقلل من فيض الألم اليومي في حياتهم .. ولكن ما ينغص هذا المنظر و هذه الابتسامة البسيطة أن ترى كميات لافتة من الأوساخ ملقاة على ضفاف الشاطئ و الشوارع الإسفلتية وأقبية الطرق التي يبدو من رؤيتها انها حديثة النشأة، ثم يبدأ المشهد برؤية مئات المواطنين يأكلون المواد الغذائية والمعلبات، ومثلجات من باعة متجولين ، ثم يلقوا بها على الأرض أو على شاطئ البحر، في مشهد مؤذي، دون أدنى مسؤولية تجاه اللوائح و اللافتات التي تحض على عدم إلقاء القمامة على الأرض. ولا تجد كثيرا من الأعين ولاالآذان الصاغية .ولعل الأكثر غضبا في الأمر هو حاويات القمامة الموزعة على طول الشاطئ، مع ذلك ترى بجوارها بقايا الطعام وأوساخ أكثر من الكمية الموجودة داخل الحاويات، مما يزيد الناظر امتعاضا.
قاطنون بالمنطقة ، أنفسهم عبروا عن استيائهم الشديد لما يعصف بهذا الشاطئ من إهمال من طرف السلطات البلدية والمواطنين على حد سواء وخاصة أن الوضع تزامن وموسم الاصطياف أين يعرف هذا الشاطئ توافدا من طرف المصطافين وسكان المنطقة ليحول الوضع المزري للشاطئ دون استمتاع قاصديه به، ورغم الوضع الكارثي الذي يغرق به هذا الشاطئ، إلا أن الجهات المعنية لم تحرك ساكنا لتنظيفه وإنقاذه من الاهمال ومن الازبال التي تتجمع به وتحاصره، ليبقى تحت وطأة الأوساخ ، والتي تعكر صفو المواطنين وتعيق مكوثهم بالشاطئ في أجواء مريحة.
وبشكل لا حضاري يدل على عدم وجود اهتمام ولو بسيط من قبل الأجهزة المعنية بنظافة هكذا مكان سياحي هام،بل يمتد إلى مخلفات المصطافين من قارورات ..أكياس بلاستيكية ..علب عصير…أعقاب سجائر ..معلبات صدئة وبقايا ” الزريعة / البيبا” صاحبة الانتشار الأوسع بين المخلفات،وغيرها من القاذورات المتراكمة هنا وهناك التي تحاصر المدخل وتعيق قاصدي هذا الشاطئ العائلي وتشوه منظره،ناهيك عن السب والشتم والكلام النابي الذي ستسمعه في كل مكان بدءا من خطوتك الاولى داخل هذا المكان…..
وإن كان من “الطبيعي” رؤية الأوساخ التي ترمى على طول الشاطئ…( كما قد يقول البعض منا ) فالغير الطبيعي هو مقدار الشتائم التي يتم تداولها بين البعض هناك ،مرات بسبب خصامات و مشادة كلامية عابرة ومرات أخرى بقصد المزح أو تلطيف الأجواء والذي يصطدم الكثير منها بأذان المارة و الزوار وبعبارات بذيئة يخجل لسماعها أقل الناس تربية في هذا الكون، وعندما يحاول احد الناس ( وبطريقة لائقة ) منعهم من رمي هكذا عبارات لكونه يجلس مع عائلته تراه يتعرض لسيل من الكلام البذيء مما يضطره للذهاب من المكان ودونما عودة…
وهنا لا بد من سؤال وعلامات استفهام وتعجب كثيرة قد تمتد على طول هذا الشاطئ … والسؤال المحير أكثر يكمن عن سبب الغياب الواضح للمعنيين عن هذه القضية البالغة الأهمية والخطورة، لكون هذا المكان بما فيه الشاطئ نفسه ، مركزاً إن لم اقل معلماً سياحياً هاماً لا يقل أهمية عن باقي المناطق السياحية في المنطقة ..
فلنتغير… لنرقى نحو آفاق جديدة وتطلعات طموحة للمزيد من “النظافة” برؤية جديدة لما هو ممكن ..وإن لم يكن من أجلنا فعلى الاقل لتحقيق تطلعات أطفالنا.
فهناك..هناك.يعيش أطفال ا أحلاما أكبر من أن تكسرها نشرات الاخبار والاشهار..ومؤامرات مراهقي السياسه في المدينة ..