رحلة فريدة تلك التي يقوم بها الشاب محمد وسفان منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر والتي اختار أن يخوض عبرها تحديا من نوع استثنائي ومغاير تماما لأسلوب أغلب الرحلات التي يجوب خلالها الرحالة الشباب مدن وحواضر المملكة.
ما يميز رحلة الشاب العشريني، المتحدر من جماعة تيغمي الجبلية بإقليم تزنيت، هو اختياره اكتشاف جبال وصحاري وغابات العديد من جهات المغرب؛ وهو ما أكسب هذه الرحلة طابع المغامرة وجردها من صفة سفر عادي.
وحيدا ومشيا على القدمين وبإمكانيات خاصة ومعدات لا تتجاوز خيمة صغيرة ومحفظة ظهر تحتوي على بعض المستلزمات الضرورية، هكذا يواصل محمد اليوم الـ134 من رحلته التي يشق طريقه فيها بتحد كبير يطمح إلى خوضه بعزيمة وإصرار مطبوعين بشغف للطبيعة المغربية التي يسعى إلى اكتشاف سحرها الأخاذ وجمالها الخلاب.
محمد، الذي يوثق رحلته ويشاركها مع متابعيه عبر قناته على “يوتوب” DII DOU ، قال: “لدي محفز واحد لخوض هذه الرحلة؛ ألا وهو حبي الكبير للسفر منذ الصغر. ومن أجل هذه الغاية، سطرت برنامجا سفريا وأسعى إلى تحقيقه”.
وأضاف الرحالة ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “رحلتي انطلقت قبل ثلاثة أشهر؛ من إقليم تيزنيت، مرورا باشتوكة آيت باها، ثم تارودانت، ووصولا إلى الحوز وأزيلال.. وها أنا اليوم بإقليم ميدلت، وما زالت الرحلة مستمرة بحول الله”.
وعن سر اختياره الترحال سيرا على القدمين، أفاد وسفان بأنه لا يتوفر على وسيلة أخرى كما أن السفر مشيا له طعم خاص ويستمتع من خلاله بوقته بطريقة متميزة قد لا يبلغ نشوتها بواسطة وسيلة نقل كيفما كان نوعها، كما أنها تمكن من بلوغ مناطق لا يمكن الوصول إليها إما بسبب انعدام المسالك الطرقية أو غيرها من الأسباب.
وتعليقا على تركيزه خلال سفره على الترحال بين الغابات والجبال والصحاري دون غيرها، قال المتحدث ذاته إنه لتكون الرحلة استثنائية لا بد أن يكتشف فيها الرحال مناطق غير عادية ومختلفة عن ما هو مألوف ويجب أن يصل فيها إلى أمكنة يصعب بلوغها من طرف أي كان.
“هي هواية ورياضة ومغامرة وتحد لاكتشاف طبيعة المغرب الجميلة والغنية بالمناظر الخلابة التي تجعل المرء يتسلح بصبر كبير لبلوغها والاستمتاع بها عن قرب وكسب طاقة إيجابية تجعله يتجاوز كل الصعوبات التي تصادفه في طريقه” أضاف محمد متحدثا عن رحلته.
وأورد محمد وسفان في حديثه لهسبريس أنه خاض في وقت سابق رحلات مماثلة استغرقت 223 يوما وجاب عبرها بوادي وقرى منطقة سوس والجنوب الشرقي وجبال الأطلس والريف، قبل أن يشق في رحلة أخرى مسارا نحو صحاري الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وعن أجمل المناطق التي زارها محمد، قال إنه لا يمكن الجزم بجمالية مكان عن آخر، معتبرا أن كل منطقة زارها بالمغرب لها سحر يميزها عن الأخرى وتصادفه بأناس طيبين لهم ثقافات مختلفة يجمعهم التعامل الحسن معه وتقديم يد العون له.
أما بخصوص الخطر الذي واجهه في رحلته، قال الرحالة ذاته إن أسوء واقعة صادفته إلى حدود الساعة هو بقاؤه لأربعة أيام متواصلة بجبال بويبلان بسبب عاصفة ثلجية؛ وهي الواقعة التي تكررت بمنطقة أوكيمدن، وغير ذلك تم تجاوزه بكل إصرار وطموح في استكمال المسير.