بسبب ما وصفوه بـ”التطرف الفرنكفوني”، يتواصل الجدل حول دعم الإنتاجات السينمائية الذي أفرجت عنه لجنة الدعم برسم الدورة الثانية لسنة 2022.
وطالب مخرجون مغاربة بعدالة سينمائية حقيقية في دعم الإنتاج السينمائي، بعد إعلان لجنة الدعم قائمة مشاريع الأفلام التي ستستفيد من تسبيقات على المداخيل برسم الدورة المقبلة.
المخرج والسيناريست حكيم القبابي أكد، في تدوينة له على حسابه الرسمي على “فيسبوك”، أنه “يضع، منذ أزيد من عشر سنوات، مشاريع أفلام مختلفة المواضيع والأساليب، بهدف الحصول على دعم لجنة الأفلام السينمائية التابعة للمركز السينمائي المغربي، ولا أحد أنصف كل هذه المجهودات بأسباب جد واهية وغريبة”.
وطالب المخرج والسيناريست ذاته بتحقيق عدالة سينمائية من خلال تعيين أسماء سينمائية محترمة يشهد لها الجميع بالمصداقية والمهنية والاحترافية والحفاظ على مكتسبات السينما المغربية، داعيا لجنة الدعم إلى “تقديم تبريرات علمية حقيقية عن سبب رفض المشاريع عوض الاكتفاء بكلمات جوفاء؛ مثل شخصيات مهلهلة وضعف الحبكة وغيرها من الأجوبة المضحكة”.
واعتبر القبابي أن “أغلبية أعضاء اللجنة ذوو ثقافة فرنسية، ولا علاقة لهم بالسينما والواقع السينمائي المغربي، ولم تطأ قط أقدامهم موقع تصوير ولا يعرفون ظروف صناعة فيلم”، وتابع حديثه: “أستغرب كيف لرئيسة اللجنة فرنكفونية الثقافة أن تقرأ سيناريوها مكتوبا باللغة العربية وتحكم على جودته من ضعفه، أسئلتهم تنم عن ضعف شديد في قراءة السيناريو وفك رموزه، يستدعون فقط المخرج دون السيناريست والمنتج، ويطرحون أسئلة فارغة ويتناوبون على جلد الجالس أمامهم دون معرفة أعماله السابقة أو مساره الإبداعي”.
من جهته، حذر المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري السينمائيين المغاربة من “فخ إثارة الفتنة وترويج الشائعات ومحاولة إقناعكم بأشياء زائفة، بسبب قرارات خاطئة للجنة لا تمتلك تصورا واضحا”.
وأضاف الجوهري: “معظم أعضاء اللجنة لا يقرؤون النصوص المقدمة لهم، خاصة إن كانت مكتوبة باللغة العربية، ويشاهدون الأفلام المقدمة لهم بعيون مصابة بداء الرمد، أعضاء يحلمون/ يريدون أفلاما مغربية تنافس الأفلام الأمريكية والأوروبية، دون منحها ولو ربع ميزانيات الأفلام الغربية؛ فالأفلام الوطنية، وكما يعلم الجميع، تنجز بميزانيات إنتاجية جد ضعيفة، أكثرها حظوة، لا تعادل ميزانيتها أجر ممثل أمريكي أو أوروبي في دور ثان”.
أما المخرج ربيع الجوهري، فقد تساءل حول حقيقة حرمان فيلمه “سيكا” من الدعم، على الرغم من أن تصويره كلفه 300 مليون سنتيم.
وقال المتحدث ذاته: “في المرة السابقة، قامت أياد خفية في واقعة غامضة لا أحد قدم توضيحات عنها بتحويل الفيلم من شكل (الديسيبي) الذي طلب منا إلى (امبي) 4 بطريقة غير حرفية جعلت الفيلم غير مرئي تماما، وعوض أن تسأل السيدة الرئيسة عن سر هذا التحويل الغريب أرسلت إلينا أن هناك مشاكل تقنية”.
وتساءل المخرج عينه، في رسالة موجهة إلى رئيسة اللجنة غيثة الخياط: “هل ستبررين بأن الفيلم لا يحمل قيمة إنتاجية، والكل يتحدث عن ضخامة إنتاجه؟ هل ستبررين بأن الفيلم غير مرئي وقد طلبت من المركز ألا يحولوه إلى أي شكل؛ بل عليهم أن يطلبوا مني تحويله، وذلك ما حصل؟”.
وتابع الجوهري: “أنتظر بفارغ الصبر سبب رفضك لفيلم وطني صنعناه، ممثلين ومنتجا وتقنيين، حبا في ما قاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده: “إن قضية الصحراء هي قضية وجود وليست حدود، وأن لا فرق بين المغاربة، هم لدينا سواسية”.