بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الجزائر وإسبانيا والتي تسبب فيها النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، بعدما قرّر وبدون سابق إنذار تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة مع إسبانيا شهر أكتوبر 2002، تتجه الحكومة الإسبانية لاقتراح إدراج قضية المهاجرين وإمدادات الطاقة في الاستراتيجية الجديدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال الاجتماع المقبل الذي ستحتضنه مدريد.
وكشفت صحيفة “إلموندو” الإسبانية، في مقال نشرته أمس الأربعاء، نقلا عن مصادر خاصة، أن “الطلب الإسباني جاء بناء على اقتراحات، وذلك لحث حلف الناتو على التحرك ضد الابتزاز المتعلق بالهجرة وإمدادات الطاقة الذي تعرضت له إسبانيا مؤخرا من طرف الجزائر الذي أصبحت تستغل هاذين الملفين للضغط على مدريد ومحاولة التأثير على قراراتها السيادية.
وبحسب ذات الصحيفة، فإنه إذا تمت الموافقة على هذا الطلب، فإن التدفقات المستقبلية للمهاجرين إلى إسبانيا ستصبح ضمن اختصاص حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وستعتبر التجاوزات في قضية المهاجرين أو إمدادات الطاقة تهديدات لدول الحلف، تستوجب التدخل العاجل والسريع من الحلف.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كان قد أعلن في وقت سابق أن “إسبانيا بصفتها مضيفة لقمة الناتو المقبلة ستسعى إلى إدراج التهديدات المختلطة الناشئة إلى الاستراتيجية الجديدة للحلف”.
وحاولت الجزائر من خلال قرارها تعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا، التأثير على هذه الأخيرة للتراجع عن موقفها الجديد بخصوص قضية الصحراء المغربية ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعة وجدي لهذا النزاع المفتعل، قبل أن يدخل الاتحاد الأوروبي على الخط ويهدد الجزائر إن هي أخلت بالتزاماتها وتعهداتها تجاه إسبانيا العضو الفاعل داخل الاتحاد، الشيء الذي جعل نظام العسكر يتراجع عن قراره ويؤكد أنه لن يتراجع عن التزاماته تجاه مدريد خصوصا تلك المتعلقة بالامدادات الغازية.