في ظل الاهتمام المتزايد بالمشاريع البيئية، اتخذت مدينة الدار البيضاء خطوة جريئة بوقف زراعة النخيل، معتبرة أن هذه النباتات لم تعد تلبي متطلبات البيئة الحضرية. الآن، يطرح السؤال: هل ستسير مدينة الناظور على نفس الخطى وتبادر باتخاذ قرارات شجاعة من أجل تحسين المساحات الخضراء فيها؟
فقد أشار خبراء البيئة إلى أن زراعة النخيل في المدن الساحلية على غرار مدينة الناظور، ذات الطابع المتوسطي، قد لا تكون الأنسب. فالظروف المناخية في المنطقة لا تتناسب مع احتياجات النخيل، مما يؤدي إلى مشكلات بيئية عدة، بما في ذلك نقص الظل وعدم القدرة على تحقيق الفوائد البيئية المرجوة.
ووفقا للمختصين، من الضروري أن تعطى الأولوية للأشجار التي تسهم في تحسين جودة الهواء، والتي يمكن أن تلعب دورا محوريا في استعادة التوازن البيئي للمدينة. هذه الأشجار لا توفر فقط الظل الضروري، بل تعزز من صحة البيئة المحلية من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتوفير الأكسجين.
تحتاج مدينة الناظور إلى إعادة تقييم شاملة لمساحاتها الخضراء، حيث إن استدامة هذه المساحات ستكون لها تأثيرات إيجابية على صحة السكان والمظهر الجمالي للمدينة. يتطلع المواطنون إلى المسؤولين المحليين لاتخاذ خطوات ملموسة تظهر التزامهم بتحسين البيئة المحلية، والالتزام بوعودهم الانتخابية التي جعلوا فيها من موضوع البيئة والمساحات الخضراء جزءا أساسيا من حملتهم.
إذا كانت الدار البيضاء قد اتخذت قرارا شجاعا بوقف زراعة النخيل، فهل ستستجيب الناظور لهذه الدعوة وتبدأ في حملة لغرس الأشجار التي تلائم بيئتها؟ إن هذه الخطوة ستكون بلا شك علامة فارقة في مسار المدينة نحو مستقبل أكثر استدامة.