وجه مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث مذكرة تذكيرية إلى عامل إقليم تازة، للتحسيس والتذكير بالأوضاع المزرية التي تعرفها المآثر والمناطق التاريخية بالمنطقة، مطالبا أيضا بحماية التراث الطبيعي من المخاطر المحدقة به؛ وعلى رأسها الحرائق، مثل تلك التي اندلعت أخيرا.
وفي هذا الإطار، قال عبد الإله بسكمار، رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث بتازة، إن الغرض من المذكرة هو تذكير السلطات المحلية في شخص عامل الإقليم، باعتباره المسؤول الأول عن الإقليم والحريص على موارده وتراثه التاريخي والطبيعي.
وأضاف بسكمار، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذه المذكرة “تعبر عن انشغالات النخب المثقفة فيما يتعلق بالمآثر التاريخية التي تعيش في وضعية يرثى لها؛ لأن بعضها بات يندثر كالمدرسة المرينية أو المسجد الأعظم، ناهيك عن الحالة المزرية التي تعرفها بعض الأسوار والأبراج”.
وأشار رئيس مركز ابن بري التازي للدراسات والأبحاث وحماية التراث بتازة إلى أن المذكرة التذكيرية الموجهة إلى عامل إقليم تازة تأتي “تماشيا مع برنامج المركز، الذي ينص على الاهتمام بالتراث المادي الطبيعي منه والتاريخي والتنسيق مع الجهات التي تشاركه الأهداف نفسها”.
وسرد المتحدث ذاته، ضمن تصريح لهسبريس، أمثلة لمناطق تاريخية تعرف اختلالات وإهمالا؛ من قبيل “الوضعية المزرية التي تعيشها بستيون السعدي”، قائلا إنه تعرض لتشويه نتيجة بناء صهريج غير قانوني من قبل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتازة، معلقا: “نحن مع المصلحة العامة؛ لكن هذا ليس المكان المناسب، خاصة أن الأمر يتعلق بمنطقة تاريخية محفوظة منذ 1915”.
وتحدث بسكمار أيضا عن المسجد الأعظم الذي تجري فيه إصلاحات حاليا ويعرف حفريات، منتقدا عدم وجود تشوير، مؤكدا أن “أي ورش للبناء أو الإصلاح يجب أن يصاحبه تشوير يتضمن المعطيات الأساسية؛ مثل الشركة المسؤولة، والمدة الزمنية التي سيستغرقها الإصلاح، وكلفة ميزانيته”، مشيرا إلى أن “نفس المسجد عرف إصلاحا منذ حوالي 12 سنة؛ لكن الأمور تظل غامضة”.
وأشار المتحدث إلى المدرسة المرينية “ووضعيتها الملتبسة”، قائلا إن “المدارس المرينية الأخرى في مدن غير تازة هي تابعة لوزارة الثقافة إلا أنه في تازة تم تفويتها في ظروف ملتبسة لإحدى الجمعيات ولم تأخذ العملية الشكل العلني المطلوب”.
وشدد بسكمار أيضا على ضرورة إيلاء مزيد من العناية للتراث الطبيعي، مذكرا بحالات الحرائق التي عرفتها الغابات بإقليم تازة الذي يعد من أكثر الأقاليم خصوبة، مشيرا إلى أن “الحرائق لم تتم السيطرة عليها حتى ضاعت مئات الهكتارات”، متحدثا عن “الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتلافي هذه الأخطار مستقبلا”.