يواصل بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، تأكيده على “دور المغرب الأساسي في التعاون الثنائي بين البلدين في مجال محاربة الهجرة غير النظامية”، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي عرفها محيط مدينة مليلية المحتلة.
وجدّد سانشيز، خلال حديثه إلى صحيفة “إلباييس” الإسبانية، إدانته “شبكات ومافيات الاتجار بالبشر” مشيرا إلى “مسؤوليتها الحقيقية عن الاعتداء العنيف الذي نفذ الأسبوع الماضي من قبل مهاجرين ينحدرون من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ضد السياج الحديدي الفاصل بين مدينتي الناظور ومليلية”.
وقال المسؤول الحكومي الأيبيري إن البعض “يعتقدون أحيانا أن دولا مثل المغرب لا تعاني من الهجرة غير الشرعية”. وزاد: “يتعين على إسبانيا وأوروبا إظهار التضامن مع المغرب” في حربه ضد شبكات الهجرة غير الشرعية.
وأضاف: “ينبغي الاعتراف بالجهود التي يبذلها المغرب، الذي يعاني أيضا من ضغط الهجرة غير الشرعية”، مشيرا إلى أن التعاون بين إسبانيا والمغرب في إدارة تدفقات الهجرة “وثيق جدا”، كما أن “علاقات التعاون بين الحكومتين إيجابية بشكل صريح”.
وذكر المسؤول الإسباني بأن “ما حدث عند السياج (…) كان هجوما عنيفا نفذه مهاجرون مسلحون”، داعيا إلى القيام “بواجب التعاطف مع قوات الأمن الإسبانية والقوات العمومية المغربية التي تعرضت لهجوم عنيف خلف مئات الجرحى في صفوفها”.
من جانبه، قال وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، تعليقا على الأحداث المذكورة، إنه “لا يمكننا أن نتجاهل، وبدون شك، أنه كان هجوما عنيفا على الحدود الإسبانية، وهي الحدود الأوروبية”، وفق تعبيره.
وأضاف مارلاسكا في تصريحات صحافية على هامش نشاط في مدريد، اليوم الإثنين، أنه “لا يجوز لدولة القانون الديمقراطية أن تسمح بشن هجمات عنيفة على حدودها أو الاعتداء على السلامة الجسدية لقوات وهيئات الأمن أو انتهاكها”، مشددا على أنه تم التصرف وفقا للمعايير القانونية الوطنية والدولية فيما يتعلق بحماية الحقوق والحريات الأساسية”.
وعبر الوزير عن “تضامنه مع أهالي المهاجرين المتوفين، ومع 60 مصابا من الحرس المدني، الذين لا يزال بعضهم في مرحلة التعافي، ومع أكثر من 140 من القوات المغربية الذين أصيبوا خلال الحادث ذاته”.
أما خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، فدعا في رده على أسئلة الصحافيين، اليوم الاثنين، إلى “انتظار نتائج التحقيقات التي تجرى في إسبانيا والمغرب في شأن ما حدث عند جدار مليلية قبل إسناد المسؤوليات”.
وسبق لخوسي لويس إسكريفا، وزير الإدماج والأمن الاجتماعي والهجرة الإسباني، أن أكد أن المغرب يواجه “وضعا معقدا للغاية” في مواجهة مافيات الهجرة غير الشرعية والتحكم في تدفقات الهجرة، مبرزا أن المغرب يعاني من تداعيات الوضع الصعب في بعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني من الحرب والمجاعة.
ودعا إسكريفا إلى “فهم الوضع في المغرب”، الذي يواجه ضغطا شديدا للهجرة، مشددا على أن “العمل الذي يقوم به المغرب ليس بالسهل”، لافتا إلى أن السلطات المغربية تواجه وضعا “معقدا للغاية”، مؤكدا في المقابل أهمية “إظهار أكبر قدر من التعاطف والحساسية تجاه ظاهرة الهجرة وما تعنيه”.