وعودة إلى القصة، فإن المسرحية تبتدئ بنقاش بين البطل أحمد علاوي “بوزيان” ووالدته حول رغبته في الهجرة، وحسرة هذه الأخيرة على فراق ابنها وتخليه عن مسقط رأسه بتمسمان التي عرفت آنذاك بعيش شبابها حالة من الاحباط لانعدام الدخل فيها وانخراطهم في أعمال الفلاحة المعيشية وتربية الماشية لمساعدة آبائهم.
ويتناول عرض المسرحية، نقاشا مطولا بين بوزيان ووالدته التي اقتنعت بضرورة هجرته لضمان حياة أفضل، إلا أن المفاجأة ظهرت معالمها بعد تمكن البطل من الزواج بربيعة والسفر معها إلى ألمانيا، لتبتدئ بعده فصول الإهانة بعدما تحول الزوج إلى خادم في بيت رفيقة دربه والتنازل عن كرامته كوسيلة لربح الوقت إلى غاية الحصول على وثائق الإقامة.
وتمكن الحوار المتقن بين بطلي المسرحية الصوتية، من جعل المستمتع يصنع مشاهد كثيرة في مخيلته، من بداية القصة إلى نهايته المأساوية بعدما قرر بوزيان العودة إلى بلدته تمسمان لعدم قدرته على تحمل إهانات الزوجة المتسلطة، ناهيك عن مواضيع هامشية ناقشت الأمازيغية والهوية والتيار الإسلاموي من خلال أقوال الفقيه “سي علال” و منع السلطة للأسماء الأمازيغية بدعوى أنها أجنبية وليست عربية، والهجرة السرية وقضايا كثيرة عاشها المجتمع الريفي بداية في التسعينيات، ضمنها ظواهر لا تزال مستمرة بالرغم من مظاهر العولمة والعصرنة التي بدأت تستهدف قيم مجتمع الريفي يوما بعد آخر.
وبالرغم من قدمها واستهلاك مضمونها مع تعاقب الأجيال، فإن المسرحية ونظرا لفرض نفسها واستئثارها بالأجيال منذ التسعينيات، فإنها بحاجة إلى حفظها كجزء من التراث والذاكرة المحلية، وذلك من خلال إعادة انتاجها في قالب معاصر من خلال الأعمال الفنية والتلفزية لشركات الانتاج بالريف، لكونها عمل سيظل لصيقا بالمخيال الريفي ما دامت ظاهرة الهجرة بمختلف أشكالها مستمرة ولم تحد السياسات العمومية من انتشارها.
<iframe width=”510″ height=”315″ src=”https://www.youtube.com/embed/nTGqQSV0CFM” title=”Bouziane Ft. Rabi3a – Rechwaghed N Uliman – Fokaha Nador , Fkaha Rif – Full Album” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen></iframe>