وصف عدد من الجرحى حادثةَ انقلاب حافلة المسافرين ضواحي خريبكة بـ”الفاجعة المؤلمة”، مشيرين إلى أنهم عاشوا لحظات فزع قُبيل الحادثة، وأجواء حزينة ومخيفة بُعيد انقلاب الحافلة التي خرجت من مدينة الدار البيضاء في اتجاه مدينة أيت عتاب، قبل أن تنقلب بتراب جماعة بولنوار بإقليم خريبكة.
وقالت إحدى المصابات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنها ركبت من مدينة برشيد رفقة أمها وأختها وابنة خالتها من أجل السفر إلى أولاد زمام، وكانت تجلس في أحد المقاعد الأمامية للحافلة، ولاحظت أن السائق يسير بسرعة، قبل أن يفقد السيطرة على مركبته مباشرة بعد الخروج من مدينة خريبكة.
وأضافت المتحدثة، التي أصيبت بكسور في الكتف والرجل وكدمات في الوجه، أن “السائق لم يتمكن من السيطرة على الحافلة بأحد المنعرجات بين خريبكة والفقيه بن صالح، حيث انحرفت المركبة يمينا وشمالا أمام صراخ الركاب، قبل أن تنقلب على قارعة الطريق بشكل مفزع، خاصة مع تناثر أشلاء الضحايا أسفلها”.
وأكدت المصابة أنها فقدت الوعي بسبب هول المنظر، قبل أن تستعيده من جديد وتشاهد أفراد أسرتها بجانبها، مضيفة أنها حاولت إيقاظ أمها وأختها وابنة خالتها، قبل يبدأ توافد مستعملي الطريق لتقديم العون للمصابين وإخراج الجرحى والقتلى من أسفل الحافلة، مضيفة: “ما شاهدتُه من دماء وأشلاء وجثث محزن ومؤسف ومرعب ولا يمكن وصفه”.
وأشارت جريحة أخرى، في تصريح لهسبريس، إلى أنها ركبت الحافلة من مركز ثلاثاء الأولاد على أمل زيارة عائلتها في سوق السبت أولاد النمة، ولاحظت بدورها، وهي تحمل طفلتها ذات العاميْن بين يديها، أن السائق يسير بسرعة كبيرة، قبل أن تنحرف الحافلة يمينا وشمالا ثم تنقلب، متسببة في سقوط الركاب فوق بعضهم.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن إحدى الراكبات سقطت فوقها وتسببت في كسر ذراعها، وهي اللحظة التي تدخل فيها عدد من المتطوعين لسحب الطفلة أصيبت في رأسها، ليتم إخراج الأم أيضا من نافذة الحافلة، مشددة على أن نجاتها رفقة ابنتها من موت محقق يعتبر “حياة جديدة”.
يشار إلى أن الطريق الوطنية رقم 11 الرابطة بين مدينتي خريبكة والفقيه بن صالح شهدت، صباح الأربعاء، حادثة سير مميتة، إثر انقلاب حافلة لنقل المسافرين، مخلفة عددا من القتلى والجرحى من مختلف الأعمار، من ضمنهم أطفال فقدوا ذويهم وآخرون بُترت أطرافهم…