أعاد ارتفاع درجة الحرارة التي عرفتها أقاليم جهة درعة تافيلالت، على غرار عدد من مناطق المغرب، خلال الأسابيع الأخيرة، الدعوات إلى توفير المرافق الخضراء والمسابح العمومية، وذلك من أجل تعزيز فضاءات الترفيه والحد من مآسي الغرق في الصهاريج الفلاحية والسدود.
ووفق تصريحات متفرقة لسكان أقاليم جهة درعة تافيلالت، فإن درجات الحرارة المسجلة في الجهة خلال هذه الأيام تتراوح ما بين 48 و52 درجة في النهار، فيما درجات الحرارة ليلا تصل في بعض المناطق إلى ما بين 35 و38 درجة.
ارتفاع درجات الحرارة وغياب المسابح العمومية والنقص في المناطق الخضراء، عوامل تدفع ساكنة أقاليم درعة تافيلالت إلى البحث عن مواقع سياحية إيكولوجية للترفيه والتنزه هروبا من حرارة جدران المنازل ومن ضجيج السيارات في الشوارع، وهو ما يجعل الكثير منهم يطالبون الجهات المسؤولة بإحداث مسابح عمومية لفائدة الساكنة المتضررة من ارتفاع درجات الحرارة وغياب بديل للترفيه والتنزه.
كريمة زنايبر، من ساكنة مدينة الرشيدية، قالت إن من بين المشاكل التي تعيشها الساكنة المحلية في هذه الأيام التي تعرف تسجيل درجات حرارة جد مرتفعة، غياب المسابح العمومية، مشيرة إلى أن المسابح الموجودة حاليا هي مسابح الفنادق ويتم استقبال المواطنين فيها بأثمنة خيالية، موضحة أن ذلك يدفع المواطنين إلى التوجه أساسا إلى سد الحسن الداخل من أجل السباحة، وبالتالي يعرضون حياتهم للخطر.
وأضافت زنايبر، في تصريح لهسبريس، أن مطلب توفير المسابح العمومية وتعزيز الفضاءات الخضراء بالجهة “أصبح مطلبا شعبيا”، موردة أن “الجهة تعرف كل فصل صيف ارتفاع درجات الحرارة والفقراء بها من أكثر المتضررين لأنهم غير قادرين على السفر إلى المدن الداخلية، وما على الدولة إلا بناء مسابح عمومية”، وفق تعبيرها.
أحمد مجدوب، من ساكنة مدينة زاكورة، قال إن غياب المرافق العمومية الترفيهية والمساحات الخضراء والمسابح العمومية بمدينة زاكورة خاصة، وبالجهة عموما، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في كل صيف، “يسائل دور المجالس المنتخبة”، ملتمسا العمل من أجل الاستجابة لمطالب الساكنة المحلية في هذا الإطار.
وحمل المتحدث لهسبريس مسؤولة غياب مرافق الترفيه والاستجمام إلى المجالس المنتخبة “التي لا تقوم بواجبها بإعداد بطاقات تقنية ودراسات لمثل هذه المشاريع وغيرها والترافع عنها لدى القطاعات المعنية من أجل تمويلها”، مضيفا أن “المجالس المنتخبة مهتمة بالصراعات فيما بينها لا أقل ولا أكثر”.
في المقابل، أقر مسؤول بمجلس جهة درعة تافيلالت بأن موضوع المسابح العمومية بالجهة “موضوع جد مهم؛ لأن المسابح تعتبر من مرافق الترفيه والاستجمام، خاصة أن الجهة تعتبر من الجهات الوطنية التي تسجل أعلى درجات الحرارة”، لكنه استدرك بأن “الجهة وحدها لا يمكنها تنزيل جميع الأوراش”، داعيا المجالس الجماعية إلى تقديم مقترحات في هذا الإطار.
وقال المتحدث لهسبريس إن “توفير المسابح العمومية بالجهة ستتم مناقشته داخل مكتب الجهة من أجل البحث عن الحلول والإمكانات المتاحة”، مشددا على أن “الموضوع يستحق العناية؛ لأن هناك وفيات تسجل سنويا في صفوف الشباب الذين يتوجهون إلى السدود والأودية للسباحة في جميع ربوع المملكة، وخاصة في جهتنا”.