وفي هذا الإطار، سجل المسؤول نفسه، أن نفس الأمر يمكن تسجيله فيما يتعلق بمساهمة الكفاءات المغربية في التنمية الوطنية، إذ إن طريقة اشتغال المجلس بشكل عام تصب في مجرى تعبئة الكفاءات من مغاربة العالم، وذلك عن طريق عقد لقاءات في هذا الجانب، على أمل توسيع النقاش ليشمل كل قطاع على حدة.
ومن بين هذه المبادرات، تنظيم لقاء موضوعاتي حول مساهمة الكفاءات الطبية في الخارج في ورش إصلاح المنظومة الصحية الوطنية وتعميم التغطية الصحية الذي يقوده الملك محمد السادس.
وبالرغم من هذه الجهود، فإن عمل المجلس يبقى ذا طابع استشاري فقط، الأمر الذي يقتضي ضرورة انخراط الحكومة عن طريق التفاعل الإيجابي مع مقترحات المؤسسة، وإن اقتضى الأمر تطويرها بهدف بلورتها في سياسات عمومية تستجيب للقضايا الراهنة التي لها علاقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وبصم المجلس منذ تأسيسه على حصيلة هامة، تمثلت في ضمان حقوق الجالية والنهوض بأوضاعها في المغرب وخارجه، وهو ما تجلى خلال فترة الجائحة التي أغلقت جميع بلدان العالم حدودها، حيث اختار المجلس حسب عبد الله بوصوف الاستمرار في التفاعل مع مغاربة العالم عبر مختلف الوسائل التكنولوجية ليكون على تواصل دائم معهم.
وخصص مجلس الجالية أيضا، منصة إلكترونية لمواصلة النقاش حول مختلف القضايا المطروحة، كما عمل على ضمان ارتباطهم الثقافي والوجداني بوطنهم الأم.
وأوضح بوصوف “قمنا بإيصال مجموعة من مطالب الجالية إلى القطاعات المعنية، وكان التجاوب إيجابيا على العموم، أخذا بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي يمر منها العالم”.
وقد فاجأت الجالية المغربية بالخارج التوقعات المالية لجميع المؤسسات النقدية الدولية، حيث حققت خلال فترة الجائحة ولا تزال أرقاما قياسية في التحويلات المالية إلى المغرب، بالإضافة إلى مساهمتها في المجهود الوطني لمكافحة الجائحة، وبالتالي يرى بوصوف، أن مغاربة العالم يقدمون رسالة مفادها أنهم يبادلون وطنهم الأم نفس الحب والتضحيات ومستعدون لتلبية ندائه متى كان في حاجة إليهم.