برزت إلى السطح، خلال الأسابيع القليلة الماضية، معطيات رصدتها منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تضمنت شهادات وشكايات مواطنين عن تغيّرات طالت جودة، لون وطعم مياه الشرب والاستهلاك المنزلي، في عدد من الحواضر بالمغرب.
تأتي هذه الشكايات في ظل موسم يشهد عجزا مائيا كبيرا نتيجة نقص التساقطات وجفاف غير مسبوق بالمغرب، اضطرت معه السلطات الحكومية المتدخلة في تدبير قطاع الماء إلى إعلان “حالة الطوارئ المائية” بالمملكة وإقرار وزير الماء بـ”صعوبة وحرج الوضع الذي يتطلب إستراتيجية متكاملة للتدخل”.
وتواترت هذه الشهادات والشكايات بخصوص جودة المياه التي تزود المنازل في بعض مناطق وأحياء مدن عديدة في المملكة (تازة، وزان، تاونات، الدار البيضاء، فاس، بني ملال وغيرها..) على حسابات مواطنين في “السوشل ميديا”، كما وردت على لسان فعاليات جمعوية حقوقية.
ودفعت تغيّرات في طعم الماء بعض المواطنين في إقليم تازة إلى مراسلة العامل، موردين في نص الشكاية أن “الماء الموزَّع على الأحياء ما له من لون ومذاق، كما أنه مُرّ يصعب بلعه”، ومطالبين بـ”وُجوب إخضاعه للتحاليل المخبرية ودراسة مكوناته، وعلى إثر ذلك تضطر الساكنة بمشقة وتكاليف إلى السقي من منابع مياه بعيدة لأجل الشرب وكأننا في مناطق قروية نائية، أو اقتناء قنينات ماء معبّأة”، حسب نص شكاية اطلعت عليها هسبريس؛ في حين خرجت، نهاية الأسبوع الماضي، ساكنة أحد أحياء فاس للاحتجاج ضد ما اعتبروه تزويدهم بـ”الماء الخانز”.
في هذا الصدد، أوضحت المديرية الجهوية للوسط الشمالي بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء أن “جودة المياه المنتجة من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتزويد إقليم تازة وكذا المياه الموزعة بالمراكز التي يتدخل بها مطابقة للمواصفات الوطنية المتعلقة بجودة المياه الصالحة للاستعمال الغذائي”، لافتة إلى أنه “يُستخلص من المراقبة المنجزة أن جودة المياه المنتجة من طرف المكتب عند نقط التسليم مطابقة لمواصفات الجودة بما فيها عنصُرَا اللون والطعم”.
وأكدت مصالح مكتب الماء الشروب، في توضيحات مكتوبة توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية تبعاً لطلبها، أن هذه الجودة جاءت “بناء على نتائج التحاليل البكتيرية والفيزيو-كيميائية التي يتم إنجازها دوريا وبصفة منتظمة من طرف المختبرات الإقليمية والجهوية التابعة للمكتب، تحت إشراف المختبر المركزي الحاصل على شهادة الاعتماد الدولية”.
ولفت المكتب، أيضا، إلى أن “إنتاج الماء الشروب لتزويد مدينة تازة يتم جزئيا من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب انطلاقا من محطة معالجة المياه على سد ‘باب لوطا’ وثقبين في منطقة بوحلو”؛ في حين يتم تزويد مدينة تازة أيضا بالماء الصالح للشرب “انطلاقا من 7 أثقاب من طرف الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتازة التي تسهر أيضا على التوزيع وخدمة التطهير السائل بمدينة تازة”.
كما يتدخل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، تضيف المعطيات التي توصلت بها هسبريس حصريا، في تسيير خدمة الماء الشروب على مستوى الإنتاج انطلاقا من سد باب لوطا، وأيضا على مستوى التوزيع بإقليم تازة بعدة جماعات ترابية بصفة مستمرة، لافتا إلى أنه “لم تُسجل لدى المكتب أي شكاية بخصوص جودة المياه الموزعة في هاته الجماعات”.
في سياق متصل، سبق للمديرية الجهوية للشمال بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء أن أكدت، يوم الجمعة 08 يوليوز الجاري، أن “جودة المياه المنتجة والموزعة بمدينة وزان مطابقة للمواصفات الوطنية المتعلقة بجودة المياه الصالحة للاستعمال الغذائي وأنه ليس لها أي تأثير على صحة المستهلكين”.
وخلصت مصالح المكتب إلى أنها تظل “رهن إشارة جميع المعنيين للمزيد من التوضيحات”، كما أهابت بكافة المواطنين والمواطنات من أجل “العمل على ترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب واستعماله بشكل مسؤول ويعلمهم أن فِرَقه تعمل جاهدة بغية تزويد أقاليم المملكة بالماء الشروب في أحسن الظروف”.