من مدينتَي العيون وتازة، وغيرهما، قدموا صوب مكتب وساطة لتوفير فرص شغل في إسرائيل. أعداد غفيرة من الباحثين عن عمل، غير مكترثين بما يذهب إليه أصحاب مناهضة التطبيع مع تل أبيب.
عزيز واحد من الذين يشتغلون في قطاع البناء على مستوى مدينة العيون، حل صباح اليوم الإثنين بزنقة مصطفى المعاني بالدار البيضاء، ليضع ملفه أملا في الوصول إلى إسرائيل والحصول على عمل هناك.
يؤكد هذا الشاب المغربي أنه عاين على تطبيق التراسل الفوري “واتساب” إعلانا يخص الراغبين في العمل في قطاع البناء بتل أبيب، ليبادر إلى جمع الوثائق المطلوبة.
ويضيف عزيز في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “لا مانع لدي في العمل بإسرائيل، هذه فرصة واعدة، والثمن المقدم مغر لا يمكن أن يحصل عليه عامل بناء هنا”.
ومن تازة، الطالب الجامعي إدريس، الذي يمتهن تركيب الرخام، قدم بدوره صوب العاصمة الاقتصادية، وظل ينتظر في طابور طويل، لوضع ملفه، وكله أمل أن يقبل طلبه.
يقول الشاب ذاته: “بالنظر إلى تداعيات الجائحة الصحية، وبعد معاينة الإعلان، قدمت إلى هنا للبحث عن فرصة عمل في إسرائيل”.
وتابع المتحدث نفسه ضمن تصريحه لهسبريس: “هذه مبادرة جيدة، خصوصا أننا لا ندفع أي مبلغ، فقط يتم اقتطاع جزء كمصاريف حين الوصول إلى إسرائيل”.
وتطلب إسرائيل من خلال هذا المكتب عاملين في مجال البناء، على أن تتكفل بعد قبول ملفاتهم بدفع ثمن تذكرة الطيران ذهابا وإيابا، إلى جانب توفير شقة مستأجرة، مع أداء مقابل الإيجار من طرف صاحب العمل لمدة شهر واحد خلال الفترة التجريبية.
وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مع المسؤولين على المكتب المذكور، غير أنهم رفضوا ذلك، طالبين العودة في وقت لاحق.
وكانت إيليت شاكيد، وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أكدت أن تل أبيب ستعلن عن “برنامج تجريبي” أولي لتشغيل عشرات العمال المغاربة في قطاعي البناء والتمريض، تبعا للمحادثات المشتركة التي جمعتها بالمسؤولين المغاربة.
وقال يتسحاق مويال، رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في الاتحاد العام لنقابات العمال (الهستدروت الإسرائيلي)، في تصريح لصحيفة “جيروزاليم بوست”، إن “القطاع يحتاج إلى قرابة 40 ألف عامل في عشرة مهن مختلفة”.