تعاني مدينة الناظور من تعثر كبير في تنفيذ مشاريعها التنموية، وتبخر لمشاريع أخرى بشكل غير مفهوم، وهو ما أثار موجة من الغضب والسخرية من قبل الساكنة والنشطاء على حد سواء. في وقت كان الجميع يتطلع فيه إلى مشاريع مهمة مثل المركب الثقافي الكبير، تفاجأ الجميع بأن الشركة المكلفة بالبناء قامت بإزالة معداتها ولوحاتها الإشهارية من الموقع دون تقديم أي توضيحات حول السبب، ما أثار تساؤلات عديدة حول مصير هذا المشروع الذي طال انتظاره.
وبينما تشهد مدن أخرى في الجهة الشرقية مشاريع تنموية تعلن وتنفذ، يبقى الوضع في الناظور على حاله. يتساءل العديد من المواطنين عن دور المسؤولين المحليين وكذا الجهة الشرقية في دعم تنمية الناظور، خاصة في ظل المشاريع التي يتم الإعلان عنها ثم لا يتم تنفيذها. ويطرح سكان الناظور تساؤلا محيرا عن دور ممثليهم في المؤسسات الجهوية والوطنية، إذ يعتقد الكثيرون أن هؤلاء المنتخبين لا يقومون بأكثر من التصفيق للمشاريع التي يتم تمويلها وتنفيذها في مناطق أخرى.
أما الصحفي رمسيس بولعيون فقد تفاعل بدوره مع العبث الحاصل في هذا الإقليم قائلا: “مدينتي وفية لشعار “العودة للوراء- مارش اريير”، إنها وفية له أكثر من وفاء اليساريين للماركسية والإخوانجية للبنا… إنها وفية أن تعود للخلف بكل قوة دون الإكتراث لأحد”. في إشارة إلى تعثر مشاريع طال انتظارها، كان من المفترض أن تمثل طفرة في البنية التحتية الثقافية بالمدينة.
بدوره أشار محمد المنتصر، العضو بجماعة الناظور، إلى أن المدينة شهدت العديد من المشاريع المتعثرة على مر السنين. وأوضح مثالا على ذلك مشروع تأهيل جبل كوروكو الذي كان مقررا بدعم من وزارة السياحة، والذي كان يتضمن تعبيد الطريق وإنارتها وترميم قلعة تازوضا وخلق مرافق دعم للمشاريع المدرة للدخل. لكن هذا المشروع وغيره من المشاريع الموعودة لم يتحقق، بل واختفى العديد منها بعد حوادث ومشاكل إدارية. وأكد المنتصر أن المستثمرين المحليين والأجانب بدأوا يعرضون مشروعاتهم للبيع، في ظل عدم وضوح أي استراتيجية حقيقية للتنمية في المنطقة.
إن تراجع تنفيذ المشاريع التنموية يثير قلقا عميقا لدى المواطنين الذين باتوا يشعرون بأن آمالهم في تحسين بنية مدينتهم تتلاشى مع مرور الوقت. والسؤال الذي يظل عالقا: إلى متى سيستمر إقليم الناظور في دفع ثمن سوء التسيير والتأخير المستمر، وتبخر المشاريع التي كان من المفترض أن تساهم في تحسين مستوى حياة السكان؟ هل سيظهر مسؤول ليوضح للمواطنين أين اختفت ميزانيات المشاريع التي تم الإعلان عنها في وقت سابق؟ وهل تم تحويل هذه الميزانيات إلى مشاريع في مناطق أخرى تعتبر أكثر أهمية من هذا الإقليم الذي يعاني من الإهمال، والذي يقتصر دوره على تصدير شبابه إلى الخارج بحثاً عن لقمة العيش وجلب العملة الصعبة؟