انتظارات كبيرة يُعبّر عنها الفاعلون السينمائيون بالبلاد نظير الوعود المرتبطة بالقاعات وإمكانية تحقيق نهضة في القطاع متم السنة المقبلة، بتوفير 150 قاعة إضافية تجعل الفضاءات قريبة من مختلف الشرائح ومألوفة لدى الجميع.
ويبدي المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، تفاؤلا كبيرا بخطوة تحتاج انفتاحا على الخواص من أجل تأمين العدد في وقت قياسي، وفقا للمهنيين الذين يؤكدون على أهمية الفكرة؛ لكن وجبت مواكبتها بإجراءات عديدة.
وفي السياق ذاته أفرجت “لجنة دعم رقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية” بالمركز السينمائي المغربي عن تخصيص غلاف مالي بقيمة 11 مليونا و500 ألف درهم لدعم خمس قاعات سينمائية وطنية، في انتظار لحاق ركب أخرى تعاني الإهمال.
ويراهن المهنيون على التنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية لاستثمار القاعات وترسيخ ثقافة سينمائية، خصوصا بعد تراجع الإقبال بشكل كبير وتحدي وجود وسائط عديدة للمشاهدة تنافس القاعات السينمائية.
محمد الشوبي، الممثل المغربي، اعتبر أن تجويد الأعمال وتحسين الإقبال معادلة صعبة في ظل غياب صناعة سينمائية حقيقية، معتبرا أنه من الصعب أن تتحرك الدولة لوحدها في هذا الاتجاه دون استثمارات خاصة.
وأضاف الشوبي، في تصريح لهسبريس، أن القاعات يجب أن تنفتح على مدن عديدة وليس الاكتفاء فقط بمدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيمكن من تحقيق رواج للفيلم المغربي وكذلك الأجنبي.
وطالب الفنان المغربي بضرورة تخفيض الضرائب على القطاع؛ فهي منهكة حسبه، وتجعل المستثمرين يتراجعون عن خوض المغامرة، وزاد: “المدن النائية تشتغل فقط بالمهرجانات، وهذه الأخيرة على أهميتها؛ لكنها ليست موردا ماليا”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن القاعات السينمائية ستدعم صناعة الأفلام، خصوصا إذا ما تم تسويقها بشكل كبير، مؤكدا أن المغرب عاش حقبة ذهبية؛ لكن مع الأسف تم التراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
أحمد السجلماسي، الناقد السينمائي، اعتبر أن المبادرة يجب أن تتحقق أولا، معتبرا أن ما يلزم منذ مدة هو التنسيق بين مكونات الحكومة، وزاد: “هناك غياب لسياسة سينمائية شمولية، وافتقاد للنظر إلى قطاع من جميع الجوانب الممكنة”.
وأورد السجلماسي، في تصريح لهسبريس، أنه خلال سنة 1980 أسس صندوق دعم الإنتاج ويبلي الآن بشكل لا بأس به، خصوصا أمام طرح ما يقرب 30 فيلما طويلا مغربيا بشكل سنوي؛ لكن لم يتم الترويج للأمر والقاعات تراجعت أعدادها بشكل كبير.
وأضاف الناقد السينمائي، ضمن التصريح ذاته، أن الإقبال على القاعات كذلك تراجع بشكل مهول؛ فقد انتقلت الأرقام من 40 مليون تذكرة سنة 1987 إلى مليونين فقط خلال السنة الماضية.
واعتبر السجلماسي أن الوزارة تتوفر على ما يقرب 300 فضاء يتنوع بين دور الثقافة والشباب يكفي فقط تجهيزها، مناديا كذلك بضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية؛ فالفيلم متاح الآن عبر وسائط متعددة، كما أن الانفتاح على المستثمرين الخواص أصبح ضروريا.