نبّه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقارة الأوروبية إلى “صعوبة” الموجات الوبائية المقبلة في فصلي الخريف والشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة وعودة الأطفال إلى المدارس وكثرة الاختلاط الاجتماعي.
وتحدث المكتب الإقليمي، في بيان صحافي جديد، عن عودة الضغط إلى مشافي الدول الأوروبية خلال الأسابيع الماضية بسبب الموجة الصيفية لفيروس “كورونا” المستجد في العالم برمته.
لذلك، دعت المنظمة الصحية بلدان “القارة العجوز” إلى الاستعداد الجيد لمواجهة الجائحة في فصل الشتاء؛ من خلال تسريع وتيرة التلقيح، لا سيما الجرعة الثالثة والجرعة الرابعة، وتطبيق البروتوكولات الصحية الصارمة أثناء فترات الذروة الوبائية.
ومع ذلك، أكد المصدر عينه أن المرض لم يعد يدعو إلى القلق، اعتبارا للمناعة المكتسبة بين السكان؛ لكن اليقظة الصحية ما زالت مطلوبة لمواجهة المتحورات الفيروسية المحتملة للحد من أضرارها، بتعبيره.
وبالنسبة إلى إحسان المسكيني، باحث في علم الفيروسات، فإن “شراسة فيروس كورونا المستجد بدأت تنخفض بظهور المتحورات الأخيرة؛ ما جعل المرض غير خطير، لأن المتغيرات أضعفت قوة الفيروس الأصلي المكتشف بووهان”.
وقال المسكيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “متحور دلتا كان قمة فيروس كورونا المستجد؛ لكنه بدأ يضعف رويدا رويدا، حتى بلغنا متحورات أوميكرون”، مبرزا أن “الإصابات كثيرة في الوقت الحالي؛ لكن الوفيات ضعيفة”.
وأضاف الباحث في علم الفيروسات أن “الوفيات لم تعد تتجاوز 10 حالات في الوقت الحالي، بينما كانت تتعدى 120 حالة خلال وقت سابق”، مشيراً إلى أن “الإصابات يحتمل أن ترتفع من جديد في فصلي الخريف والشتاء بحكم المناخ؛ لكن شراسة المرض ضعيفة”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “التلقيح ساهم في تقوية المناعة الجماعية، إلى جانب الإصابة بالمرض؛ لكن الخطر ما زال يحدق بالفئات السنية الهشة، خاصة التي يتعدى عمرها 75 سنة فما فوق، وكذلك التي تعاني من الأمراض الهشة، ما يتطلب ضرورة تلقي الجرعة الرابعة لتنشيط المناعة”.