أثار انتشار مقطع فيديو جدلا واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر المقطع نساء يرمين بملابسهم الداخلية في الطريق من أجل الزواج.
وقد وثق الفيديو المعنون بـ”نساء يرمون ملابسهن الداخلية على الرجال.. استقبالا لموسم “البحيرات” ضواحي آسفي أجي تشوفوا هذا العجب” مشهدا صادما، حيث تظهر ملابس داخلية للنساء مرمية على طول إحدى طرق ثلاثاء بوكدرة.
ويرجع سبب رمي النساء لملابسهن الداخلية إلى اعتقادهن بأن مرور شرفاء البحيرات فوقهم سيزوجهن في القريب العاجل، وهي عادة تتوارثها نساء المنطقة أثناء موسم البحيرات الذي ينظم كل سنة في منطقة أيير٬ وهي جماعة قروية تابعة لإقليم أسفي. ويعود أصله إلى القرن الثامن عشر حين كان يملك سيدي إبراهيم بن ناجي شخصا يخدمه بتفان يدعى سيدي بحير، وفي آخر سنوات هذا الأخير قرر العودة إلى منزله لكنه سقط طريح الفراش في دوار الحدادشة بمنطقة الجحوش في جماعة أيير قبل وصوله إلى مسقط رأسه بثلاثاء بوكردة، وأطلق على أبناءه الذين زاروه سنويا “ولاد سيدي بحير” ثم أطلق عليهم “البحيرات”.
بعد وفاة سيدي بحير دأب أبناؤه على زيارة ضريحه، كما اعتاد سكان المنطقة على تكريمهم واستضافتهم، ولازال أحفاده يأتون إلى غاية اليوم وهم من يطلق عليهم اسم “الشرفا”. ومع ارتفاع عدد الزوار والضيوف، تحول ذلك إلى موسم سنوي.
في هذا الصدد يقول عبد الرفيق الحريري صحافي من أبناء المنطقة ومهتم بثراتها، إن سبب تشريف هذا الرجل كون أن سيدي ابراهيم الناجي المعروف ب”كرام الضيف” كان يزوره بشكل كبير.
وأوضح الحريري أن رمي الملابس الداخلية هي مجرد جزء بسيط من الموسم تماشيا التبوريدة والحلقة والبيع، ويقع في اليوم الأخير بعد عودة الشرفا إلى مسقط رأسهم ثلاثاء بوكدرة حيث يتم استقبالهم.
وهي عادة اعتبرها البعض مقبولة ويجب احترامها كباقي العادات، في حين يراها آخرون شعوذة وشركا بالله تعالى، كما اعتبروها جهلا ورجعية وتخلف. وقد علق الآلاف من الأشخاص على الفيديو معتبرين هذه العادة فعلا يدل على الجهل بالدين ويصادم أساسيات العقيدة الصحيحة عند المسلم.
قال الأستاذ عبد القادر رجاء الباحث في تاريخ وثرات المنطقة في هذا السياق، أن اختزال الموسم في لقطة رمي الملابس الداخلية وربطها بالزواج يعتبر قراءة سطحية لتاريخ كبير وعريق.
معتبرا أن “رمي الملابس الداخلية هي فرصة عند عدد من النساء لاستغلال البركة التي تنزل في تلك اللحظة حسب اعتقادهن، وذلك بحثا عن التغيير بشكل عام، لأن الاحتفال مرتبط بالخصب والعطاء، فلذلك فرمي الملابس القديمة ومهترئة، سواء كانت ملابس داخلية أو غيرها فهي توديع لعام مضى والاستبشار بعام قادم أفضل”.
ظهرت المقالة موسم البحيرات .. رمي النساء لملابسهن الداخلية في الطريق يثير الجدل بالمغرب أولاً على المغرب 24.