أُعلنت، اليوم السبت بمقر أكاديمية المملكة المغربية في العاصمة الرباط، نتائج الدورة الأولى من الجائزة الوطنية للمُنتَج الثقافي المنشور في الموسوعات الرقمية التشاركية.
وتقصد هذه الجائزة، المنظمة بشراكة بين الأكاديمية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، “تثمين المنتج التراثي الفكري والعلمي والفني المنشور في الموسوعات الرقمية” بلغات متعددة. كما تروم “الارتقاء بالقدرات الشابة المهتمة بالبحث في تراثنا الوطني والتعريف به في الموسوعات الإلكترونية”، عن طريق “التشجيع على بذل مزيد من الجهود في مجال الإسهام في حماية الذاتية الثقافية والهوية الحضارية المغربية في الموسوعات العالمية، وعيا بما تحمله الثورة الرقمية من تحديات متنامية ومستجدات متسارعة تساهم في صياغة الرأي العام العالمي”.
وهمت الجائزة إنتاجات مكتوبة ومصورة حول المغرب وثقافاته وتاريخه، منشورة رقميا، باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية.
وفي صنف “النص باللغة العربية” فازت مشاركة معنونةٌ بـ”عمارة فاس” لحاتم البوعناني، وفي صنف “الأنماط الإبداعية السمعية البصرية” فاز كل من فيديو “حكاية جوبا الثاني” التحريكي لنوال صردي وصورة “نساء تزنيت” لمحمد بيجديكن، وبودكاست “أسطورة شرتات” لإبراهيم العسري.
وفي صنف “النص باللغة الأمازيغية” فازت مشاركتان حول “رقصة تاسكيوين” الحربية لمحمد المسعودي و”شعر أيت باها” لخديجة الكجضى.
أما جائزة صنف “النص باللغة الفرنسية” فظفر بها عملان، أحدهما لسفيان مستور عن نص “قصبة أمركو”، والآخر لكاميليا الخضراوي حول “رقصة الكدرة”.
وفي صنف اللغة الإنجليزية، فاز عملان، أولهما لأميمة لوديني بعنوان “تَزْوَّاقت”، وثانيهما لمنير عفيفي حول “حبس قارة”.
وفي حفل تقديم الجائزة، قال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إن هذه المسابقة تمثل وعيا بـ”مسؤولية وطنية” لـ”صيانة تراثنا الفكري”، الذي هو رافد لصيانة “أمننا الروحي ووفائنا الوطني”.
وسجلت كلمة أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية “الالتزام الإستراتيجي” المشترك للأكاديمية والوزارة الوصية على القطاع الثقافي من أجل “حماية تراثنا الثقافي من الإهمال والاندثار والتشويه”، في إطار توجّه الملك محمد السادس “الداعي إلى وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي”.
ووضعت كلمة لحجمري هذه المبادرة في سياق ما تشهده الألفية الثالثة من “مستجدات علمية متسارعة وتطورات تكنولوجية متعاظمة” لها أثر يشبه الثورتين الزراعية والصناعية، بقدر ما فتح “أبوابا للمعارف الجديدة”، حمل تيار العولمة الجارف العابر للحدود “مخاطر الاستلاب المتزايدة”؛ وهو ما يتطلب “المواجهة العاقلة والمتعايشة، والاستفادة من مكاسب الثورة الرقمية لتحصين الذات الحضارية”.
وذكّر لحجمري، في هذا السياق، بتعاون أكاديمية المملكة المغربية والوزارة الوصية على قطاع الثقافة من أجل إدراج تراث الملحون في لائحة التراث الثقافي للإنسانية التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”. كما ذكر أنه من المرتقب أن تصدر المجلة التي خصصتها الأكاديمية للأبحاث المتخصصة لطلبة الدكتوراه في مجالات العلوم الإنسانية.
من جهته، قال المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن هذه الجائزة تهدف إلى “تحصين تراثنا الوطني” وتحدث عن علامة المغرب “لابيل ماروك” الذي استحدثته الوزارة من أجل “الدفاع عن الموروث الثقافي من النهب خاصة في شقه اللامادي”.
وحيّى وزير الشباب والثقافة والتواصل جودة الأعمال والأبحاث الفائزة بجائزة “المُنتَج الثقافي المنشور في الموسوعات الرقمية التشاركية”، مع إبرازه أهمية صيانة التراث الثقافي في “دعم التموقع الريادي لبلدنا”.
بدورها، تحدثت رحمة بورقية، منسقة لجنة تحكيم الجائزة عضوة أكاديمية المملكة المغربية، عن “تميز وتنوع المواضيع المشاركة” باللغات الأربع، قبل أن تضيف: “هذا المجهود العلمي يعرف بتراثنا وثقافتنا، في قالب مبتكر”.
كما أكّدت منسقة لجنة تحكيم الجائزة الوطنية للمُنتَج الثقافي المنشور في الموسوعات الرقمية التشاركية على دور هذه الجائزة المتمثل في “الحفاظ على التراث الثقافي المغربي”.
وبعد تقديم الفائزين والفائزات، تلا يوسف خيارة، مدير التراث الثقافي بوزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، توصيات لجنة التحكيم، التي من بينها توصية بترجمة كل الأعمال الفائزة.