تتوالى ردود الأفعال حول الأحداث التي شهدها المعبر الحدودي لمدينة مليلية المحتلة، الجمعة الماضي، بعد إقدام عدد من المهاجرين غير الشرعيين على محاولة جماعية لاقتحام السياج الحديدي والدخول لها، حيث أشارت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية لجريدة “إل موندو”، أن مدريد تخشى من أن تلعب الجزائر بورقة الهجرة للضغط على مدريد بعد الأزمة الأخيرة بين البلدين، عقب إعلان النظام الجزائري تعليق العمل بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون كرد فعل على الموقف الإسباني الجديد من ملف الصحراء المغربية.
وأفادت يومية “إل موندو” الإسبانية، في مقال نشرته أمس الإثنين، نقلا عن مصادر من وزارة الداخلية، بأن قوات الأمن تخشى أن تكون الجزائر قد خففت المراقبة على حدودها مع المغرب للضغط على إسبانيا بملف الهجرة غير الشرعية.
وأضافت ذات المصادر، أن هذا التعامل مع ملف الهجرة من طرف الجزائر سيؤدي إلى تحول المسار الشرقي للهجرة الإفريقية، والذي يمر عادة عبر مصر وليبيا وتونس إلى دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، نحو شمال إفريقيا.
وتشير العديد من المعطيات إلى تورط النظام الجزائري في الأحداث التي شهدها المعبر الحدودي لمدينة مليلية المحتلة على مستوى مدينة الناظور، حيث ذكرت العديد من التقارير الإعلامية أن السلطات الجزائرية سمحت لمجموعة من المهاجرين المنحذرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بعبور حدودها والدخول للمغرب، في محاولة منها لتوريط المغرب مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي وكذا مع المنظمات الدولية الرسمية التي تعنى بشؤون المهاجرين، قبل أن تتفاجأ بالكم الهائل من الدعم والإشادة من إسبانيا نفسها وسفراء عدد من البلدان الإفريقية، بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال الهجرة، معربين عن استعدادهم للتعاون مع السلطات المغربية لمحاربة والحد من هذه الآفة التي تهدد العالم.