انتقد العديد من الفاعلين الجمعويين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ندرة المراحيض العمومية بالشواطئ الساحلية التي تشهد إقبالا استثنائيا للمصطافين الباحثين عن الاستجمام في ظل موجة الحر الشديد.
وتغيب المراحيض العمومية بأغلب شواطئ المملكة، ما يؤرق الزوار الذين يستعينون بخدمات المقاهي لقضاء حاجتهم البيولوجية؛ الأمر الذي جعل كثيرين ينتقدون “لامبالاة” المجالس المنتخبة بخصوص هذه المعضلة الاجتماعية.
ويتسبب غياب المراحيض في الإضرار بالبيئة، وبالتالي تلويث الشواطئ التي تعرف اكتظاظا كبيرا خلال شهري يوليوز وغشت من كل سنة، وسط غياب أهم مرفق عمومي صحي حيوي بالنسبة إلى المصطافين.
وفي هذا الصدد، قال عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن “المرافق الصحية العمومية تعد أحد أساسيات تدبير سياسة المدينة، والتي يتم إهمالها وعدم تقدير جدواها ومدى ضرورتها”.
وأضاف زيات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطامة الكبرى تتجلى في غياب هذا المرفق العمومي بالعاصمة الرباط، التي يفترض أنها عاصمة الأنوار وعاصمة الثقافة الإفريقية وواجهة الدبلوماسية السياسية”.
وتابع الفاعل الجمعوي بأن “الشواطئ المغربية تحولت إلى مرتع لقضاء الحاجة؛ ما يساهم في انعدام النظافة بهذا الفضاء العمومي”، مبرزا أن “حملات التحسيس الرامية إلى الحفاظ على نظافة الشواطئ لن يكون لها جدوى بسبب غياب المراحيض”.
واستطرد: “عدم الاهتمام بهذه المعضلة البيئية يعكس استهتارا كبيرا من لدن المجالس، وينبغي على الجميع تحمل مسؤوليته”، مشددا على أن “المعضلة تتفاقم أكثر بالرباط التي يفترض أن تعكس جمالية المدن المغربية”.
وبهذا الخصوص، أصدر “ائتلاف اليوسفية للتنمية” بيانا ينتقد فيه “الاستهتار بنظافة شاطئ الرباط الذي تغيب عنه المراحيض العمومية، والذي يعرف إقبالا بالآلاف من لدن ساكنة الرباط من مختلف أحيائها الشعبية، ومن مناطق المغرب”.
لذلك، دعت الهيئة المدنية والي جهة الرباط سلا القنيطرة إلى التدخل من أجل “إرساء تدابير مستعجلة لشاطئ الرباط في ظل حجم الاستهتار الذي عبر عنه مجلس الرباط”، مشيرة إلى “غياب الشروط الصحية اللازمة في ظل التوجه العام للمنظومة الصحية بالمغرب”.