نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، الخميس، ندوة تحسيسية بشراكة مع مركز سمية العمراني للأبحاث والدراسات في مجال التوحد، تمحورت حول فعلية الحق في التربية الدامجة بين التقدم المحرز وصعوبات التنزيل؛ وذلك تحت شعار “جميعا من أجل مدرسة دامجة ذات جودة”.
ونوهت خديجة القبابي، المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، في كلمتها، بجميع المتدخلين المعنيين بتنزيل مقتضيات التربية الدامجة في المؤسسات التعليمية، مقدمة إحصاءات في هذا الصدد، تبرز التطور المضطرد الذي يعرفه دمج هذه الفئة من المتعلمين في الوسط المدرسي؛ فيما ركزت باقي مدخلات أعضاء الجمعية على البعد المفاهيمي، خاصة في شقه القانوني والحقوقي، وعلى بعض الوسائل الكفيلة بمساعدة المدرسة المغربية على تحقيق هدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية التعلمية.
وقدم الأستاذ الساخي، رئيس مصلحة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء- سطات المكلف بالتربية الدامجة، كلمة باسم مدير الأكاديمية، حاول من خلالها إعطاء نظرة شاملة عن الموضوع قانونيا، وعبر عرض تجربة ميدانية في هذا الميدان، لا تنفي وجود الصعوبات؛ لكنها تمتلك الطموح من أجل الأجرأة وتحقيق الهدف المنشود.
وأوضح منظمو النشاط أن الندوة، التي فتح فيها النقاش مع الأساتذة لمحاورة المحاضرين بتدخلات عميقة، تسعى إلى تنزيل وتفعيل مقتضيات التربية الدامجة التي تحاول القطع مع التجارب السابقة التي تميزت بمحاولة إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية ضمن أقسام معزولة، للانتقال بفضل المقاربة الجديدة إلى ما يصطلح عليه بالتربية الدامجة التي تراهن على دمج الطفل ذي الاحتياجات الخاصة لكي يتلقى تعليمه في وسط طبيعي في انسجام مع باقي المتمدرسين.
وأضاف المصدر ذاته أن “هذا الورش التربوي المفتوح والهادف يشكل مشروعا مجتمعيا يحتم ضرورة انخراط جميع الفاعلين والمتدخلين، لما يكتسيه من أهمية قصوى، تبتغي القطع مع التمثلات التي يحملها بعض الناس إزاء الإعاقة، التي لا يشك أحد في أن الفئات المجتمعية التي تعاني منها تستحق تعليما يتميز بالجودة، يساهم في إكسابها كفايات نوعية، تساعدها على مواجهة تحديات المجتمع الذي تعيش فيه”.
يشار إلى أن “الميثاق الوطني للتربية والتكوين اعتبر تعليم هذه الفئة من الأطفال من التحديات الكبرى لإستراتيجيات الإصلاح التي أقرتها المنظومة التربوية المغربية، وخاصة في ما يتعلق بتمكينهم من عرض تربوي يتناسب مع خصوصياتهم وطموحاتهم وحاجياتهم في تمدرس دامج وناجح، يأخذ بعين الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال دون إغفال الخصوصية المحلية”.