يتكبد مربو الدجاج الصغار خسائر مادية غير مسبوقة بسبب الفوضى التي يعرفها القطاع؛ ما دفع عددا منهم إلى التوقف عن الإنتاج منذ شهور، فيما غرق أرباب الضيعات الذين قرروا الاستمرار في الإنتاج رغم الخسائر في الديون.
وحسب إفادات مهنيين في قطاع تربية الدواجن فإن كلفة إنتاج كيلوغرام واحد من الدجاج وصلت إلى 15,5 دراهم؛ في حين أن المربين يبيعونه بـ10,5 دراهم فقط في سوق الجملة.
ويعود سبب الخسائر التي يتكبدها مربو الدجاج الصغار إلى إشاعة أخبار من طرف السماسرة (الشناقة كما يسميهم المهنيون) تفيد بأن الكتاكيت غير متوفرة في السوق؛ ما جعل أسعارها تقفز إلى 6,80 درهما للكتكوت الواحد، إضافة إلى ارتفاع سعر العلف الذي وصل إلى 5,5 دراهم للكيلوغرام.
وذهب سعيد جناح، عضو المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، إلى القول إن مربّي الدجاج الصغار “يتعرضون لعملية نصب واحتيال من طرف الشناقة المتآمرين مع بعض أصحاب محاضن إنتاج الفلّوس”.
وأضاف جناح أن ما وصفه بـ”عملية النصب” بدأت عندما توقف عدد من المربين الصغار عن الإنتاج نتيجة الأزمة المالية التي يتخبطون فيها، ريثما يتحسن الوضع، فاستغل السماسرة وبعض أرباب المحاضن الفرصة لنشر إشاعة مفادها أن “الفلوس” قلّ بشكل كبيرة ولن يكون متوفرا في الأمد القريب؛ وهو ما دعا المربين المتوقفين، لا سيَما المدينين منهم للبنوك، إلى استئناف العمل تفاديا لمزيد من الخسائر، لترتفع أسعار “الفلوس” بشكل صاروخي.
ويطالب مربو الدجاج الصغار الحكومة بالتدخل العاجل من أجل إنقاذهم من الخسائر الفادحة التي يتكبدونها بسبب “تواطؤ أرباب بعض المحاضن مع الشناقة”.
وكانت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم قد راسلت رئيس الحكومة، وراسلت الفرق البرلمانية؛ “لكن دون جواب” حسب إفادة سعيد جناح، مشيرا إلى أن عددا من المربين الصغار أوقفوا الإنتاج منذ شهور بعد أن وجدوا أنفسهم على حافة الإفلاس.
وشهدت أسعار “الفلوس” ارتفاعا كبيرا، منتقلة من درهمين إلى 6.80 درهما حاليا، يوازيه ارتفاع أسعار العلف وتكلفة النقل، في وقت “يحدَّد فيه سعر البيع في سوق الجملة من طرف السماسرة بشكل عشوائي وليس مهنيي القطاع”، حسب إفادة سعيد جناح.
وأضاف المتحدث ذاته: “يجب على الدولة أن تتدخل لإنقاذ مربي الدجاج الصغار؛ من خلال إضفاء الشفافية على الإنتاج في هذا القطاع، ودعمهم، على الأقل بتعليق الضريبة على الأعلاف لتخفيض أسعارها”، مشددا على أن مربي الدجاج الصغار “يريدون فقط هامش ربح ليعيشوا”، و”يريدون أن يقفوا إلى جانب الدولة في المرحلة الحالية التي تعرف زيادات في أسعار المواد الأساسية”.