دعوة إلى منع عرض فيلم بالمغرب موجه إلى الأطفال، بدعوى تشجيعه على المِثلية الجنسية، حملتها عريضة تضم مئات التوقيعات، من بينها أسماء إسلامية ويسارية.
من بين الموقعين على هذه العريضة، عبد الصمد بلكبير، فاعل ثقافي وسياسي، وعز العرب لحلو، رئيس الجمعية المغربية لحماية الطفولة، والأكاديمي إدريس مقبول، والناشط السلفي الحسن الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، وعبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة.
وتقول العريضة إنه “بعدما رفضت عدد من الدول العربية الإسلامية عرض فيلم ‘حارس الفضاء’ الموجه إلى الأطفال، بسبب المشاهد المشجعة على الشذوذ الجنسي، تستعد بعض القاعات السينمائية المغربية لعرض الفيلم (…) في كبريات مدن المغرب، خاصة الرباط والدار البيضاء”.
وتابع الموقعون على العريضة: “نستنكر هذا الأمر الشنيع، وندعو الجهات الرسمية إلى وقف هذا العبث الذي يرمي إلى إفساد فلذات أكبادنا، ومسخ دينهم، والإجهاز على ما تبقى من مروءتهم وأخلاقهم”.
وتعليقا على مضامين العريضة، قال عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان: “اليوم نحن أمام فيلم لم أطلع شخصيا على مضمونه، وعلى أحداثه، وعلى السيناريو، وأبطاله (…) وأغلبية من يتحدثون اليوم يتحدثون من منطلق المعطيات التي وصلتهم”.
ثم تابع الفاعل الحقوقي في تصريح لـ هسبريس: “المفروض الآن في من يدافع عن حقوق الطفل وحقوق الإنسان الاطلاع على مضمون الفيلم، لنتأكد إن كان يتضمن عنفا ضد الطفولة، ومضمونا غير تربوي، قد يسيء إلى الطفل، ومنظومة التربية في بلادنا؛ وهكذا سيكون حكمنا وتقييمنا مبنيا على أساس”.
وأضاف تشيكيطو: “المفروض الآن أن تتولى وزارة الثقافة الجزء الأكبر من مسؤوليتها، وخاصة إدارة المركز السينمائي المغربي، بمراجعة الفيلم والاطلاع عليه وعلى مضامينه، وإذا كان يتضمن إساءة للطفولة يفرض أن يتم توقيفه أو منعه”.
لكن، استدرك المصرح قائلا: “المنع ليس هو الحل، بل الحل هو مواجهة مثل هذه المحاولات للهجوم على المنظومة التربوية وقيم أطفالنا. علما أن موضوع استهداف الطفولة بهذه الرسالة، إن كانت صحيحة، لا يرتبط بالمجتمع المغربي فقط، بل هو نقاش يمكن أن يتم في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها؛ فالأب والأم أنّا كانا في بقاع الأرض لا يمكن أن يقبلا أن يستهدف أبناؤهما برسائل تغير طبيعتهم الجنسية”.
وواصل الفاعل الحقوقي شارحا: “المنع يمكن أن يكون من آليات أجهزة الدولة، لكن ليس هو الحل، بل الحل هو المواجهة بأعمال فنية وكتابات نقدية، وأفلام سينمائية ترد بطريقة أخرى، وبتشجيع أعمال أخرى بديلة”.
واسترسل تشيكيطو: “أعتقد شخصيا أن الأفلام السينمائية التي تتضمن مشاهد وأفكارا تدعو إلى المثلية، وأمورا خارجة عن أعراف وتقاليد المجتمع، موجودة بشكل كبير، بل ويتم بث بعضها على شاشات التلفزة المغربية، وعلى منصات الأفلام التي تدخل بيوتنا شئنا أم أبينا بطريقة مباشرة، وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويحدث هذا في وقت يعرف ندرة في “الأعمال السينمائية بالمغرب التي تحمل القيم الإنسانية، ورسائلها، والدعوة إلى احترام حقوق الإنسان”، بينما “يفترض أن تكون الأعمال السينمائية مع الأعمال المسرحية والموسيقية أداة لمواجهة الاستلاب الذي يعرفه مجتمعنا، مع تعزيز الترسانة التربوية التي يمكن أن تجعل أطفالنا محصنين ضد كل عملية استلاب”، وفق المتحدث ذاته.
ولم يقصر الفاعل الحقوقي المسؤولية على الفنانين، بل أكد امتدادها “إلى المدرسة والوالدين والمجتمع المدني، حتى تتضافر الجهود من أجل توجيه الأطفال إلى مشاهدة محتوى لا يضر بسلوكهم التربوي”.
وفي التصريح ذاته، ذكّر عادل تشيكيطو بالحملة التي تنظمها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، بشراكة مع وزارة العدل، حول “العنف الرقمي ضد المرأة والطفل”، قبل أن يجمل قائلا: “إذا صح ما تم تداوله، يمكن اعتبار هذا الفيلم نوعا من أنواع هذا العنف”.