مع اقتراب عيد الأضحى، تزداد كمية النفايات المنزلية بشكل قياسي بمختلف الفضاءات العامة، ما “يفسد” بهجة هذه المناسبة الاجتماعية، بالنظر إلى الأضرار البيئية التي تتسبب فيها مجموعة من السلوكيات الفردية.
في هذا الصدد، أطلقت العديد من الجمعيات البيئية حملات تحسيسية استباقية من أجل توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، والتقيد بالإجراءات التي تعلن عنها السلطات العمومية.
وتطالب هذه الحملات بتفادي التخلص من مخلفات الذبح في قنوات الصرف الصحي، وجمع النفايات في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، ووضعها في حاويات الأزبال، بما يساعد عمال النظافة على أداء مهامهم اليومية.
وتدفع تلك “الوضعية الاستثنائية” الجماعات الترابية إلى مضاعفة أعداد عمال النظافة خلال أيام عيد الأضحى بغاية جمع مخلّفات الأضاحي في الشوارع العامة، لا سيما بالمدن الكبرى التي تشهد انتشاراً واسعا للأزبال في هذه الفترة.
وتساهم الأعراف المجتمعية المرتبطة بعيد الأضحى في تلويث المدن المغربية، حيث يتم رمي بقايا الأضاحي بشكل عشوائي في الأحياء والأزقة، دون وضعها في أكياس بلاستيكية مغلقة.
وبهذا الخصوص، لطالما دعت الفعاليات البيئية إلى تفعيل أدوار الشرطة البيئية في هذه المناسبة الدينية لزجر المخالفين، اعتباراً للأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن التخلص العشوائي من النفايات.
وتعليقا على ذلك، قال المهدي ليمينة، رئيس جمعية التحدي للبيئة، إن “النفايات المنزلية تتضاعف في عيد الأضحى، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وسط الأحياء الشعبية، وتفشي الحشرات التي تشكل خطرا على صحة الأطفال”.
وأضاف ليمينة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المجالس المنتخبة تضع دوما خطة استباقية لجمع تلك الأزبال، عبر توزيع الأكياس البلاستيكية على السكان، وتجنيد أطقم كبيرة من عمال النظافة في أيام العيد”.
وأوضح الناشط البيئي عينه أن “المسؤولية الفردية تبقى على عاتق الأسر، لأن المجالس الترابية ليست قادرة لوحدها على محاربة الظاهرة، بل يجب انخراط الأفراد في العملية البيئية”.
واستطرد بالقول: “لا ينبغي إفساد فرحة عيد الأضحى بتلك النفايات المتراكمة بجنبات الشوارع، وبالتالي، لا بد من انخراط جميع أفراد المجتمع في هذه العملية التحسيسية التي يراد منها حماية صحة المواطنين”.