يوم الأربعاء 30 شتنبر 2009 حل الملك محمد السادس بإقليم تزنيت، في زيارة أشرف خلالها على تدشين نقطة مجهزة لتفريغ المنتوج السمكي وتسويقه بمنطقة أفتاس التابعة للجماعة الترابية اثنين أكلو، بميزانية مالية بلغت 13 مليون درهم من صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية
ومن بين الأهداف التي كانت قد سطرت لهذا المشروع الملكي تحسين ظروف عيش الصيادين المشتغلين بنقطة الصيد أفتاس، وتمكينهم من تسويق جيد داخل سوق سمك منظم ومجهز، ضمانا لتثمين المنتوج السمكي بمنطقة أكلو، علاوة على تمكين المشتغلين بالقطاع من خدمات الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية الإجبارية، ودعم كل ما من شأنه المساهمة في تطوير طرق اشتغالهم.
وتتكون نقطة التفريغ السمكي أفتاس من فضاء لبيع السمك، وأربعين مخزنا للصيادين، وستة مخازن لباعة السمك، وورشة لإنتاج الثلج، ووحدة للتزود بالوقود، ومستودعات، وورشة للميكانيك، ومرافق صحية.
كما تشمل مكاتب إدارية، وقاعة للتكوين، وقاعة للتعاونية، ووحدة طبية، وقاعة للصلاة، إضافة إلى عدد من التجهيزات، التي سيتم وضعها رهن إشارة الصيادين.
وتضم المنشأة السمكية ذاتها آلة لصنع الثلج، تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 كلغ في اليوم، إلى جانب وحدتين لتزويد هذه الآلة بالطاقة الريحية، ومولد كهربائي وعدد من التجهيزات التي تم الحصول عليها على شكل هبة، في إطار التعاون مع جزر الكناري الإسبانية.
مهنيو الصيد بأكلو استبشروا خيرا بالمشروع، الذي اعتبروه بارقة أمل قدمت لإنقاذهم من العشوائية التي ظل يتخبط فيها الصيد التقليدي بالمنطقة، خصوصا أنه جاء بتعليمات ملكية وفق مقاربة تروم تصحيح وضعية القطاع، ووضع حد لما يعرفه من تشتت مجموعات الصيادين ونقص شروط الصحة والسلامة وصعوبة ظروف العمل والعيش.
لكن مدة 13 سنة كانت كافية لتبديد حلم صيادي أكلو ومعه الأهداف التي أنجزت من أجلها نقطة تفريغ وتسويق المنتوج السمكي، التي تحولت اليوم إلى نقطة سوداء عنوانها جدران متآكلة وأزبال متناثرة وكلاب ضالة تجوب المكان في حرية تامة.
جريدة هسبريس زارت المشروع ووقفت على حجم الإهمال الذي يعانيه من طرف الجهات المسؤولة، خصوصا في الجانب المتعلق بالبناية التي أضحت تئن تحت وطأة الأوساخ والتآكل الذي يهدد بعض جنباتها بالسقوط في أي لحظة، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي عن المنشأة طيلة شهور.
العديد من البحارة الذين التقتهم الجريدة أعربوا عن أسفهم للحالة التي أضحى عليها المشروع على جميع المستويات، سواء من حيث انقطاع التيار الكهربائي لما يزيد عن أربعة أشهر أو غياب الصيانة من طرف الجهات المسؤولة، وكذا انعدام أي التفاتة من شأنها إعادة المكانة إلى ورش ملكي تفتخر به المنطقة.
وتساءل المتحدثون ذواتهم: كيف يعقل بقاء نقطة تفريغ بدون كهرباء طيلة شهور، والجميع يعلم أن أنشطة من هذا النوع في حاجة ماسة إلى الكهرباء لارتباطها بظروف التخزين والجودة؟ معتبرين أن الاحتقار الذي يطال بحارة أكلو من طرف المسؤولين عن القطاع من بين الأسباب الرئيسية وراء ذلك.
وأوضح المصرحون لهسبريس أن أفتاس أكلو من بين المناطق الساحلية التي تمتاز بأسماك جيدة ذات نكهة خاصة، إلا أن ظروف اشتغال البحارة تحول دون أدائهم عملهم بالشكل المطلوب، وبالتالي تزويد السوق المحلية بما يلزم من أسماك، وهو ما يفتح المجال أمام صيادي أكادير وسيدي إفني للصيد بالمنطقة، فيما يكتفي صيادو أفتاس بالصيد بالشبكة.
وأكد المتحدثون أن أفتاس أكلو أضحت بحاجة ملحة إلى ميناء لتجاوز إشكال دخول وخروج مراكب الصيد التقليدي، وما تعانيه من صعوبة بسبب الأمواج القوية التي تعرفها المنطقة، فضلا عن إعادة إصلاح وصيانة نقطة التفريغ وتمكينها من الكهرباء، حتى تستعيد المنطقة بريقها في مجال الصيد البحري، ويرتفع عدد المراكب المبحرة التي لا تتجاوز اليوم 25 مركبا.