صيف غير مسبوق تعيشه عدد من الدول الأوروبية المتوسطية، بالإضافة إلى المملكة، موسوم بارتفاع درجات الحرارة وتراجع الفرشات المائية، وهو ما يفرض مراجعة السياسات المناخية، خاصة في ظل موجة الحرائق التي انتشرت في الآونة الأخيرة.
وشهدت فرنسا موجة حرائق هائلة لم تسجلها منذ سنوات، حيث التهمت ما يفوق 120 ألف هكتار؛ بينما من المرتقب أن تنعكس على جميع الدول المتوسطية، بما فيها المغرب.
وفي تقرير لها، أشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن “الحرائق الضخمة أو الكبرى “Les mégafeux” ظواهر تظل مرشحة للارتفاع بشكل غير مسبوق بسبب التغيرات المناخية”، لافتة إلى أن “الاحتباس الحراري” يُطيل موسم الحرائق ويدفع نحو توسيع المناطق الجغرافية المهددة بالنيران.
سعيد شكري، رئيس الائتلاف المغربي للمناخ والتنمية المستدامة، والخبير في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، قال إن “بلدان البحر الأبيض المتوسط بشمال إفريقيا وجنوب أوروبا معروفة بالنقط الساخنة من حيث التغيرات المناخية”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الدول تتقاسم تقريبا الظروف المناخية نفسها؛ لكن لا يمكن أن نقول إن تأثيرات منطقة تؤثر على أخرى”.
وفي قراءة الخبير ذاته للوضع الوطني، حسب السيناريوهات التي قدمتها الهيئات العلمية لتتبع وتقييم التغيرات المناخية، وأيضا وكالات الأرصاد الجوية؛ “فكل المؤشرات تؤكد أن الظروف الحالية تزيد تعقيدا، نظرا لاستمرار تزايد انبعاثات الغازات الدفيئة وعدم اتخاذ إجراءات عملية للحد منها”.
وأورد شكري أن “إشكالية الطاقة والماء والأمن الغذائي كلها أمور متداخلة، وبالتالي فأي نقص في إحداها أكيد سيؤثر بشكل مباشر على العناصر الأخرى؛ وبالتالي فتأثيرات التغيرات المناخية أكيد أن لها تداعيات على الطاقة”.
وعن الحلول التي يقترحها المتحدث لتجاوز الوضعية الحالية فتتمثل في “إعادة تهيئة المناطق الغابوية التي تحتاج إلى تقنيات ومقاربات بعضها يتم بشكل طبيعي، لكن يحتاج إلى وقت كاف وحماية دون تدخل عناصر أجنبية، كالإنسان، وتقنيات أخرى تتطلب تدخل الإنسان، كعملية التشجير والسقي والمحافظة على النباتات الصغيرة والعناية بها حتى تبلغ مستوى معينا”.
وعن إعادة إعمار الأراضي المتضررة يقول الخبير ذاته إن “هناك عدة طرق ومنهجيات لإعادة تهيئة الغابات المحروقة، أغلبها تتبنى عملية تشجير المساحات المحروقة، إما بأنواع الأشجار نفسها أو بأنواع مختلفة؛ كما أن هناك طريقة تتبناها بعض دول شمال أمريكا، وهي ترك الغابات المحروقة تسترجع حالتها بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان”.