كشف وزير الخارجية ناصر بوريطة مؤخرا عن وجود معطيات تفيد برغبة الجزائر جر المنطقة المغاربية إلى الصراع المسلح، وذلك في خضم المكتسبات الدبلوماسية التي حققها المغرب في قضية الصحراء.
وخلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته، أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، تحدث بوريطة عن أن هناك “من يريد جلب المنطقة إلى الحرب”، مبرزا وجود مؤشرات على رغبة الجزائر في أن تتطور الأمور إلى نزاع عسكري.
وفي حديثه لـ “أخبارنا” اعتبر بلال لمراوي، الباحث في العلوم السياسية والقانون العام، أن “التصريح الأخير لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة امام النواب، والذي يفيد رغبة الجزائر للتصعيد والدخول في حرب مع المغرب ؛ أمر متوقع. فمن يراقب الزمرة الحاكمة في الجزائر ويلاحظ الأزمات الداخلية التي يعيشها الشعب الجزائري سيخلص إلى فكرة مفادها النظام السياسي الجزائري سيجر للمغرب من أجل توحيد الداخل الجزائري لوجود عدو خارجي يهدد الاستقرار الجزائري”.
ويرى “لمراوي” أيضا أن “الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية جعلت النظام الجزائري يصاب بالسعار لدرجة أن إعلام الأوليغارشية الحاكمة وصفت في تقرير لها الشعب المغربي بالجبنه والمتسولين، وهو أسلوب الزوجة المهجورة في الفراش إن صح التعبير ؛ حيث تلعب بها العواطف وتفعل بها الأفاعيل وتصبح ردود فعلها متهورة”.
هذا ويؤكد الباحث في العلوم السياسية أنه ورغم ذلك “المغرب بحكمته لن ينجر إلى حرب يكون فيها اقتصاده هو وقودها، رغم أننا نستطيع القيام بالحرب وقادرين عليها في فترة كان المغرب يعاني الويلات الإقتصادية في فترة أواخر السبعينات، وكذا فترة الثمانينات، لما كان الدعم الليبي والجزائري السخي والمرتزقة من كل صوب ونحو، ورغم ذلك المغرب لم يطأطأ الرأس لهذا”.
واسترسل المتحدث قائلا أن “المغرب يعي جيدا معنى الحرب، واختار التوجه نحو التنمية لأنها السبيل نحو مستقبل مشرق وإختار الإنفتاح على محيطه بإيجابية ولكن النظام العسكري الجزائري إختار التوجه نحو التسلح والإنعزالية. وكل منهما سيجني ما توجه من أجله فمن توجه نحو التنمية سيحصد الرخاء ومن إختار التسلح سيحصد الخراب والتدمير الذاتي”.
هذا وكان خطاب الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، الذي وجهه الملك محمد السادس، الأربعاء، بعث رسائل ضمنية إلى الجزائر بخصوص ملف الصحراء، موردا “هناك عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن”.