تحدث عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير السياسي المتخصص في شؤون المنطقة الإفريقية، عن الظواهر الإرهابية العنيفة التي تشهدها منطقة الصحراء والساحل بسبب “حمى الذهب”، والتي تورط فيها الجيش الجزائري.
وأوضح مكاوي، في مقالة توصلت بها هسبريس، أن “الجيش الجزائري يلعب دورا في نسيج الإرهاب والإجرام المنتشر بالمنطقة”، مشيرا إلى أن “هذا الوضع المضطرب أنتج جماعات إجرامية جديدة تتاجر في ذلك”.
وأضاف أن “هذا التغيير كشف عن وجود صلة عضوية بين الجيش والمخابرات بمنطقة الساحل والصحراء، وعلاقاتهم السرية مع مجموعات التجار المنقسمة إلى عشيرتين متنافستين تربطهما علاقة عدائية”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق “بهرم جرائم حقيقية، قمتها توجد بالبحر الأبيض المتوسط، وقاعدتها توجد بالصحراء، لكن تتم تغطية تلك المنظمات باللبوس الديني بغرض خدمة أجندتها الاقتصادية والسياسية والجيو- سياسية والإعلامية”.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية أن “جميع دول الساحل والصحراء لديها مناجم الذهب وفقا للجغرافيين والجيولوجيين، وهو ما يثير إشكالية الاستغلال غير المقنن في صفوف السكان، على اعتبار أن شرائح واسعة من النيجيريين والماليين والغانيين والسودانيين لها خبرات واسعة في مجال البحث عن المعادن واستخراجها”.
و”تلعب الأوليغارشية العسكرية الجزائرية دورا فاعلا في تلك الدوائر، من خلال تنظيمها ورعايتها لتوزيع الأراضي القابلة للاستغلال”، يورد الخبير الدولي، مضيفا أن “الجزائر تحتل المرتبة الثالثة بين الدول العربية من حيث احتياطي الذهب”.
وأوضح الأستاذ الجامعي في مقالته أن “هذا المعدن الثمين لا يزال مرتبطا بدوائر الاقتصاد الموازي في الجزائر، في الوقت الذي يحرم سكان الساحل والصحراء من عائداته المالية بجنوب الجزائر، وكذلك بشمال النيجر ومالي”.
ولفت مكاوي الانتباه إلى “إطلاق الشركة الوطنية الجزائرية لأبحاث التعدين العديد من الصفقات لتنفيذ مجموعة من الأبحاث الميدانية للتنقيب عن خريطة المعادن بمنطقة الصحراء، حيث جرى استخراج الكثير من رواسب الذهب بالكثير من المناطق الجزائرية على امتداد العقود الماضية”.
وأكد أن “تلك المواقع السرية تعود إلى ملكية ضباط الجيش الوطني الشعبي، بما في ذلك المناطق المكتشفة بجنوب تندوف، حيث يتم نقل كميات الذهب المكتشفة عبر القواعد الجوية العسكرية إلى بلجيكا ودول الشرق الأوسط”.
وأردف أن “منجم الذهب والألماس الواقع على بعد 14 كيلومترا جنوب تندوف على سبيل المثال يعود إلى ملكية الجنرال سعيد شنقريحة، ويديره طالب ولد عمي، قائد ما يسمى بالمنطقة العسكرية الأولى للبوليساريو”، مشيرا إلى أن “هذه المصادر المتعددة الأطراف لتمويل الإرهاب تغذي العنف بين الجماعات الإجرامية”.