في ظل الاحتقان الاجتماعي الذي تسببت فيه حكومة أخنوش بسبب سياساتها الاجتماعية والاقتصادية، والتي بدأت تظهر بوادره على مواقع التواصل الاجتماعي وبالملاعب الرياضية من خلال نشر هاشتاغ “أخنوش إرحل” على نطاق واسع بمنصات التواصل، ورفع لافتات بمدرجات ملاعب البطولة الوطنية، كما وقع أمس بملعب فاس، عندما رفعت جماهير الماص لافتة مكتوب فيها: “المواطن مريض من أزمة كوفيد… إلى أزمة زيد فكولشي زيد”، لجأ عزيز أخنوش مرة أخرى للاستعانة بالذباب الإلكتروني لإخفاء الهاشتاغ المطالب برحيله.
وكما هو معلوم فعزيز أخنوش استعان خلال حملته الانتخابية الأخيرة التي قادته لرئاسة الحكومة بمكاتب دراسات في التواصل وأيضا بشركات متخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر وغيرهما، بل وصل به الأمر للاستعانة بمن يطلقون على أنفسهم وصف مؤثرين اجتماعيين، من أجل تلميع صورته وتعبيد الطريق له لتصدر الانتخابات والوصول لرئاسة الحكومة.
فمن غرائب الصدف أن يتزامن اختفاء هشتاغ #أخنوش_إرحل وهاشتاغ #اطردوا_الهندوس_من_الخليج في وقت واحد وفي رمشة عين، بعدما كان الأول يتصدر التراند المغربي والثاني التراند الخليجي، مما يوحي بأن نفس الجهة هي من تتحكم في الحركية التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى العربي، خصوصا وأن دولة الإمارات معروفة بتوفرها على أكبر جيش من الذباب الإلكتروني، بل هناك تقارير إعلامية تتحدث على أن الذباب الإلكتروني في الأصل هو من صنع الإماراتيين.
ولعلّ هذه الصدفة تقودنا للتساؤل حول ما إذا كان أخنوش صاحب المال والسلطة قد استنجد بالذباب الإلكتروني الإماراتي لإغراق شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب بتفاهات لا علاقة لها بهموم الشعب المغربي في إطار سياسة الإلهاء، والوقوف ضد إرادة المغاربة بمنصات التواصل التي تعتبر ملجأهم الوحيد للتعبير عن غضبهم تجاه سياساته وقراراته التي مسّت قدرتهم الشرائية وجعلتهم يعانون من لهيب ارتفاع الأسعار.
لقد سبق لمنصة “إيكاد”، الرائدة عربيا في التحقق واستخبارات المصادر المفتوحة، أن الإمارات قادت حملات سرية منظمّة ومنسقة على منصّات التواصل من خلال شبكات الذباب الإلكتروني، هاته الشبكات التي يقود إحداها السوري المقيم في الإمارات محمد داغستاني، والذي يرأس المنصّات في موقع إرم الإماراتي، حيث لم تكن هذه أول شبكة، فقد كشفت شركتي “فيسبوك”، و”تويتر” قبلها، شبكات أخرى تشتغل في هذا المجال، مما يؤكد أن الإمارات تتوفر على أقوى جيش من الذباب الالكتروني في العالم العربي، جيش قادر على تزوير الإرادة الشعبية على الأقل في وسائل التواصل الاجتماعي؟ الشيء الذي يجعل كل الطرق أمام أخنوش تؤدي إلى الإمارات العربية المتحدة لمساعدته على مواجهة الغضب الشعبي الفيسبوكي الذي قد يتحول إلى غضب في الشارع إذا ما استمر في تأزيم الأوضاع وقهر المغاربة بقرارات حكومته.