أثارَ مقتل زعيم “القاعدة” في أفغانستان، أيمن الظواهري، عبر طائرة أمريكية بدون طيار، الكثير من المخاوف الأمنية بالقارة الإفريقية التي تحولت إلى منفذ جديد للجماعات الإرهابية التي ولدت من رحم التنظيم.
ولطالما انعكست الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف زعماء الجماعات الإرهابية على عمليات “القاعدة” بعدد من الدول، لاسيما بـ”القارة السمراء”، التي بدأت تتحول شيئا فشيئاً إلى “أفغانستان جديدة” خلال السنوات الأخيرة.
وبهذا الشأن، قال زهير لعميم، باحث في العلوم السياسية والقضايا الأمنية، إن “مقتل أيمن الظواهري ستكون له بالتأكيد تداعيات أمنية على العالم، بما يشمل المنطقة الإفريقية، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي بنفسه”.
وأضاف لعميم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الغارة الأمريكية المدروسة أكدت أمريكا من خلالها استمرارها في محاربة الإرهاب”، وزاد: “العقيدة الأمريكية تنطلق من الأمن القومي ضد كل ما يهدده، سواء داخليا أو خارجيا”.
وأبرزَ الباحث السياسي ذاته أن “مقتل أيمن الظواهري الذي تزعم التنظيم الإرهابي بعد مقتل بن لادن لن يعني نهاية التنظيم، بل هناك بروفايلات أخرى لها العقيدة الجهادية نفسها من أجل خلافته، إذ يتحدث البعض عن المصري محمد صلاح الدين زيدان لقيادة التنظيم”، وتابع: “الضربة الأمريكية لها وقع نفسي على القاعدة أكثر مما هو مادي، ما سيدفع التنظيم الأم، ومعه التنظيمات المتفرعة عنه، إلى الرغبة في الانتقام، وبالتالي إمكانية التنسيق بينها لمواجهة التحالف الدولي”.
لذلك، دعا لعميم إلى تعزيز “اليقظة الأمنية بالمنطقة الإفريقية ككل، والمنطقة المغاربية على وجه خاص، اعتباراً للخلايا النائمة التي باتت تستغل الهشاشة الأمنية والاجتماعية بالساحل والصحراء لتنفيذ مخططاتها الإرهابية”.
وواصل الخبير عينه بالتأكيد أن “التنسيق الأمني بين دول القارة الإفريقية بات ضرورة ملحة أكثر من أي وقت سابق، بهدف محاربة التطرف الديني والفكر المتشدد والعمل الإرهابي بالمنطقة، إلى جانب القضاء على المظاهر الجاذبة للإرهاب، في ظل تنامي الفقر الاجتماعي”.
وخلص الباحث إلى أن “الجماعات الإرهابية التي ولدت من رحم القاعدة تتشبث بمنهجها الانتقامي بعد مقتل زعمائها، ما يستدعي زيادة اليقظة الأمنية بين دول المنطقة، خاصة بالساحل والصحراء، التي تتموقع فيها التنظيمات الإرهابية”.