دعا الخبير الأمريكي مايكل تانتشوم، الباحث بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية المتخصص في الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط وإفريقيا، المغرب إلى استغلال الوضعية الناجمة عن الحرب الأوكرانية-الروسية لتعزيز مكانته الدولية.
وأوضح تانتشوم، في مقالة بحثية منشورة بمجلة “Informed comment”، أن الطاقة الشمسية التي يتوفر عليها، وكذلك ريادته على مستوى صناعة الأسمدة، ستجعلان المغرب يتبوأ مكانة عالمية بارزة في ظل أزمتي الغذاء والطاقة.
وأورد الخبير الدولي أن “الحرب الروسية-الأوكرانية خلفت تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي العالمي بسبب الطلب المتزايد على المواد الغذائية”، لافتا إلى أن “المغرب بإمكانه لعب دور الحارس لإمدادات الغذاء العالمية عبر زيادة إنتاج الأسمدة”.
وواصل بأن “روسيا تعد أكبر مصدر للأسمدة في العالم، باحتكارها نسبة 15.1 بالمائة من إجمالي صادرات هذه المواد؛ إذ تستغل الضعف الحاصل بالقارتين الأوروبية والإفريقية على صعيد إنتاج الأسمدة، ما جعل الاتحاد الأوروبي يعتمد عليها للحصول على 30 بالمائة من إمدادات هذه المواد الحيوية”.
وتابع الباحث المتخصص في الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط وإفريقيا بأن “المغرب يمتلك صناعة قوية للأسمدة في المنطقة، بقدرة إنتاجية ضخمة وانتشار دولي بارز؛ إذ يعد واحدا من أكبر الدول المصدرة للأسمدة في العالم بعد روسيا والصين وكندا”.
وأشار تانتشوم، ضمن المقالة المعنونة بـ”كيف يمكن للمغرب أن يستعمل الطاقة الشمسية وصناعة الأسمدة لتغذية العالم وتعويض الدور الروسي؟”، إلى أن “حجم سوق الأسمدة الفوسفورية العالمية بلغ 59 مليار دولار سنة 2021، بينما بلغت عائدات القطاع 5.95 مليار دولار في المغرب خلال 2020”.
وأكد أن “نحو 54 بالمائة من الأسمدة الفوسفورية بالقارة الإفريقية تأتي من المغرب، وتحتل الأسمدة المغربية كذلك مكانة مهمة في السوق الهندية (50 بالمائة)، والسوق البرازيلية (40 بالمائة)، والسوق الأوروبية (41 بالمائة)”.
وتبعا للمقالة ذاتها، أصبحت “الأسمدة تلعب دورا مهما في تعزيز القوة الناعمة للمملكة المغربية عبر القارة الإفريقية، حيث صار المغرب يوفر أزيد من 90 بالمائة من الطلب السنوي على الأسمدة بدولة نيجيريا”
وخلص تانتشوم إلى أن “المغرب يواجه تحدي تدبير هذه الصناعة لزيادة نموه الاقتصادي، وضمان استقرار الإمدادات الغذائية العالمية”.