ومنذ انطلاق عمل الدرع الصاروخي، توجد سفن حربية أو غواصات روسية بشكل شبه مستمر في المنطقة البحرية القريبة من مضيق جبل طارق من أجل إبطال مفعول “الدرع الصاروخي” الأمريكي في حالة اندلاع حرب . وبهذا تحول مضيق جبل طارق إلى نقطة ساخنة لعودة الحرب الباردة متعددة الأطراف. ويمتد تأثير هذا الصراع إلى الدول القريبة من المنطقة بما فيها المغرب والجزائر.
وتعتبر قاعدة روتا من القواعد الأمريكية الرئيسية في العالم كافة، ويعود تواجد البنتاغون في هذه القاعدة التي تقع في إقليم قادش أقصى جنوب غرب إسبانيا إلى الخمسينات من القرن الماضي عندما وقعت واشنطن مع نظام الجنرال فرانكو اتفاقيات عسكرية حول الانتشار الأمريكي في قواعد متعددة في هذا البلد الأوروبي. ورغم انسحاب البنتاغون من قواعد عسكرية في إسبانيا، يحافظ على التواجد في قاعدتين الأولى هي مورون دي لفرونتيرا الجوية في إقليم إشبيلية ثم روتا البحرية.
وتكتسب القاعدة المذكورة مع مرور الوقت أهمية خاصة للحلف الأطلسي والولايات المتحدة، وتحولت إلى قطعة رئيسية في بناء الأمن القومي الغربي والدفاع العسكري. وهذا يعود الى موقعها الجغرافي كنقطة جنوبية للغرب ومراقبتها لأحد أهم المضايق البحرية في العالم وهو مضيق جبل طارق.