منذ 22 يوليوز الجاري، فتحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار باب التسجيل في “سلك الإجازة في التربية”، المرتكز على “هندسة بيداغوجية متجددة”، مستهدفة “تغطية الحاجيات من الأطر التربوية بمختلف تخصصات سلكي التعليم الابتدائي والثانوي في أفق سنة 2025″، كما تم تحديده ضمن الاتفاقية الإطار المبرمة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الاقتصاد والمالية.
وتصبو الوزارة الوصية إلى إعداد وتكوين “أساتذة من الجيل الجديد”، واضعة إحداث هذا السلك المتجدد “في إطار تفعيل الإصلاح البيداغوجي الشامل والمندمج”، الذي يندرج ضمن المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار “PACTE ESRI 2030، خصوصا في شقه المتعلق بـ”توفير عرض تكويني ذي جودة يستجيب لحاجيات القطاعات ذات الأولوية”، حسب ما أفاد به بلاغ للوزارة الوصية، توصلت به هسبريس.
هذا السلك، الممتد على مدى ثلاث سنوات، مفتوح في وجه الحاصلين على شهادة الباكالوريا دورتيْ 2021 و2022، لولوج المدارس العليا للأساتذة والمدارس العليا للتربية والتكوين، وكذا كلية علوم التربية؛ كما يرتقب أن يمد خريجيه بمواصفات عالية تتمثل في “التمكن من مادة أو مواد التخصص حسب سلك التدريس، والتمكن من العلوم والتقنيات البيداغوجية، مثل علم النفس التربوي، وعلم الاجتماع، والبيداغوجيا 4.0، وأخلاقيات مهنة التدريس”؛ فضلا عن إتقان لغات التدريس واللغات الأجنبية، من خلال “نظام الإشهاد”.
كما يرمي السلك ذاته إلى توفر الأستاذ على “الكفايات الذاتية والمهارات الأفقية”، دون إغفال “تطوير المهارات الرقمية، من قبيل الإنتاج الرقمي، تقنيات وآليات التدريس عن بعد”.
لحسن مادي، خبير في علوم التربية، قال إن “إقرار الوزارة بفتح مسلك جديد للتربية كشرط لولوج مباريات التعليم يدخل ضمن تصور شمولي أقدمت عليه الوزارة لإصلاح المنظومة ولهيكلة نظام التكوين”، لافتا إلى أنها “تسعى إلى تجويد تكوين الأساتذة، على اعتبار أن هؤلاء هم قُطب الرحى في المنظومة كلها، بوصفهم ضامنين لجودة التعلمات”.
وربط مادي، في تصريح لهسبريس، “جودة التعلمات بجودة تكوين المُدرّسين”، مضيفا أن الأخير مر بمراحل عديدة، قبل أن يصل إلى “رؤية جديدة مفادها أن اختيار العناصر المؤهلة للتدريس يجب أن يخضع لمعايير دقيقة، من أهمها الإعداد الجيد الذي يبدأ بتكوين أساسي في مجال التربية والديداكتيك وعلوم النفس والاجتماع ومواد التدريس”.
ووضع الخبير التربوي خلق الإجازة في التربية في سياق إحداث خلق مسالك جامعية تضمن هذه الجودة، قائلا إن الغرض منها هو “اختيار العناصر الملائمة لهذه المهمة الصعبة، قادرة على أن تستوعب هذه المواد الجديدة، كما لها طموحات تعتبر أن مهنة التدريس هي مشروع مهني متطور مستقبلا”.
وبهدف إعداد وتكوين “أساتذة أكفاء”، خلص مادي إلى أن الوزارة “ستوفر مجموعة من الإمكانات المادية والبشرية والمعنوية الضرورية لإنجاح هذه التجربة، التي تسهم في تفعيل مشروعها المجتمعي الجديد في مجال التربية والتكوين”.
يشار إلى أن الطالبات والطلبة المسجلين في سلك الإجازة في التربية سيستفيدون من تعويض شهري قدره 1000 درهم مقابل القيام بأعمال تربوية لفائدة مؤسسة تعليمية (ابتداء من 2023) خلال مدة التكوين. كما سيمتد الترشيح عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بالمباراة: www.cursussup.gov.ma/le إلى غاية يوم الأربعاء 31 غشت 2022.