اختُتِمت، مساء الثلاثاء 14 يونيو الجاري، فعالياتُ وأشغال الاجتماع رفيع المستوى للجنة وزراء مالية دول أعضاء في الاتحاد الإفريقي، بالعاصمة الرباط، بمشاركة 15 دولة، المُنتِظمين في إطار اللجنة المعروفة باسم “F15”، على إيقاع نقاشات مستفيضة حول سبُل تعزيز مرونة اقتصاديات “القارة السمراء” في زمن تستفحل فيه الأزمات.
وتناولت اللجنة، من خلال “اجتماعات وجلسات نقاش مغلقة”، على مدى يومَيْن متتاليَيْن بأحد فنادق العاصمة الإدارية للمملكة، موضوعَ “الاستدامة المالية للاتحاد الإفريقي وتعزيز المرونة الاقتصادية في فترة ما بعد الوباء والصراع الأوكراني-الروسي”، وفي عُضويتها وزراء مالية دول المغرب والجزائر وجنوب إفريقيا وبوتسوانا والكاميرون والكونغو وساحل العاج ومصر وإثيوبيا وغانا وكينيا وناميبيا ونيجيريا ورواندا، فضلا عن تشاد.
واجتمع وزراء المالية الخمسة عشر، التابعون للجنة الاتحاد الإفريقي، لأول مرة في المملكة المغربية، في لقاء رفيع المستوى، ملتئماً في سياق دولي جيوسياسي مضطرب؛ وهو ما عَكَسُه عنوانه الموسوم بـ”ما وراء جائحة كوفيد-19 والصراع الروسي الأوكراني.. تقوية مرونة الاقتصاديات الإفريقية وضمان الاستدامة المالية للاتحاد الإفريقي”، في حين يُرتقب أن يخرج بـ”مشروع مذكرة مفاهيمية وبلاغ ختامي يتضمن توصيات متوافق بشأنها”.
وبعد مداولات ونقاش مستفيض بين الوزراء المشاركين، خَلُص هذا اللقاء القارّي السنوي إلى اعتماد توصياتٍ عديدة تتمثل، وفق ما أعلنه المنظمون في مؤتمر صحافي عقب انتهاء أشغاله مساء اليوم الثلاثاء، في “تدعيم استقلالية وحكامة الموارد المالية وترشيد النفقات بين الدول الإفريقية”، فضلاً عن إشادتهم بـ”مبادرات الإصلاحات المؤسساتية والمالية التي انخرطت فيها، بشكل مبتكر، عديد الدول من القارة خلال السنوات الأخيرة”، مشيرين إلى التوافق الحاصل بخصوص “إحداث صندوق إفريقي من أجل السلام وتعزيز الأمن، باعتباره من تجليات التضامن الإفريقي”.
في سياق ذي صلة، أشادت نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، مونيك نسانزباغانوا، اليوم الثلاثاء بالرباط، بريادة الملك محمد السادس والدور المحوري الذي تضطلع به المملكة داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي.
وعبّرت نسانزباغانوا، في تصريح إعلامي، عقب مباحثاتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن تقديرها لـ”إسهام المغرب داخل مجموعة دول أعضاء الاتحاد الإفريقي”، وزادت: “نشيد بالتزام وريادة جلالة الملك على صعيد القارة الإفريقية”؛ مؤكدةً أن اللقاء مع بوريطة كان “فرصة لتجديد التأكيد على التزام المملكة المغربية من أجل تسريع إنجاح الإصلاحات الجارية في الاتحاد الإفريقي”.
وأبرزت المسؤولة الإفريقية التزام المغرب “من أجل تعزيز إمكانات المفوضية”، التي بإمكانها خدمة مصالح الدول الأعضاء وتلبية حاجياتها، من خلال “توفير جهاز إداري قوي وذي مهنية عالية، وطاقم مقتدِر، وتدبير مالي جيد”.
وأشارت إلى أن المباحثات، التي تناولت العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وسلطت الضوء على أوجه تعاون المملكة مع المفوضية والدعم الذي يمكن تقديمه لهذه الأخيرة، مبرزة – في السياق ذاته – أن “حسن سير المنظمة يستلزم دعم الدول الأعضاء، سواء على مستوى التوجيه أو توفير الخبرات”.
يشار إلى أن الجانبين تطرَّقـا – أيضاً- خلال اللقاء ذاته، بحسب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى بعض البرامج المستقبلية “الهامّة” لإفريقيا، خلال مرحلة تتميز بعمل القارة على تعزيز صمودها وتقرير مصيرها وتعزيز تنميتها.