بعد أربع سنوات من العمل في العمل التربوي بالخارج على رأس مستشارية التربية بالمغرب، قالت ماريا أنطونيو تروخييو، مستشارة التربية والتعليم بسفارة إسبانيا بالرباط، إن “الوقت قد حان لقلب الصفحة ومواجهة مصير جديد، والسير في طريق جديد معا نتطلع إلى المستقبل كما قمنا بذلك معا في الماضي”.
وأضافت المتحدثة ذاتها أنها رفضت اقتراح وزارة التربية والتكوين المهني الإسبانية، من خلال مديرها العام المسؤول عن العمل التعليمي في الخارج، لشغل منصب مستشارة التربية والتعليم في العاصمة السويسرية (برن)، رغبة منها في مواصلة العمل في المغرب لصالح التقارب بين الرباط ومدريد لممارسة قيادة دبلوماسية موازية أكثر واقعية ومثمرة.
وقالت الوزيرة الإسبانية السابقة: “سأذهب إلى إسبانيا؛ لكنني سأعود. إنها رحلة ذهاب وعودة بالمعنى المجازي؛ لأنني سأبقى في المغرب، وتحديدا بمدينة العرائش شمال المغرب، وبهذا القرار أود أيضا أن أمنح بلدي، إسبانيا، المزيد من الفرص للتقارب لما فيه خير الشعبين”.
كلام وزيرة الإسكان السابقة بحكومة ثاباطيرو جاء على هامش لقاء فني وأدبي تحت عنوان “الشعر والرسم.. رحلة ذهاب وعودة”، مبرزة أنها ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات في أوقات صعبة للغاية بسبب الوباء، لاسيما في تحسين العلاقة وتقوية الروابط التي توحد إسبانيا والمغرب، ليس فقط في المجال التعليمي؛ ولكن في مجالات أخرى متعددة.
وأكدت ماريا أنطونيو تروخييو أن المغرب قدم لها كل ما كانت تنتظره على المستويين المهني والشخصي، مقتنعة بأنها قدمت أفضل ما لديها خلال هذا الوقت، معبرة عن فخرها بالمغرب ومؤسساته وشعبه.
وشددت المتحدثة ذاتها على قدرتها على المساهمة في القضايا التي تؤثر على وحدة أراضي المملكة المغربية، بصفتها متخصصة دستورية؛ وذلك من خلال من خلال المعرفة العميقة التي راكمتها عن هذا المغرب منذ أن زارته لأول مرة في عام 1979، “من الاحترام الهائل الذي أكنه لهذه الثقافة التي توحدنا فيها قرون من التاريخ – الإرث الأندلسي – ومن الحب الذي وحدني بزوجي الراحل وأبي الذي قضى محنته كمعتقل في فترة حكم فرانكو في مدن مثل العرائش وسيدي إفني والعيون والحسيمة”.
وبصفتها السياسية، تابعت ماريا أنطونيو تروخييو: “سأتمكن من الاستمرار في تقديم تلك المسؤولية المستمدة من دخولي إلى التاريخ كوزيرة لحكومة إسبانيا برئاسة ثاباتيرو، كما سمحت لي بالالتقاء بالأحزاب السياسية المغربية والنقابات والشركات والهيئات ذات الاختصاص الدستوري، والمحاكم العادية ورجال الأعمال وحكومة هذا البلد وفرق وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والعمل معهم جنبا إلى جنب وبشكل مثمر”.
وزادت: “كل ما فعلته جيدا قد أسيء فهمه، وأسيء تقديره في البداية؛ لكن الاستقلالية الفكرية تؤدي دون رغبة المرء إلى “التغاير”، ويجب أن نقبل عدم الفهم وسوء الظن، على حد تعبير إدغار مورين في كتابه “دروس قرن من الحياة”.
جدير بالذكر أن المسؤولة الإسبانية كانت من أول المبادرين إلى التبرع براتبها، الذي يناهز 10 ملايين سنتيم مغربي، في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس “كورونا”.