منذ شهور و “برلمان.كوم” لم يتوقف على نعث حكومة عزيز أخنوش بحكومة المتدربين والهواة، أي الحكومة التي يسعى من خلالها رئيس الحكومة “باش يجرب لحسانة في راس اليتامى”.
ومع مرور، الأيام يتأكد للرأي العام الوطني أن بعض أعضاء هذه الحكومة تمادوا في الاستهتار خارج قواعد الانضباط، وبانهم لا يقيسون بمعايير المسؤولية ثقل المهام الملقاة على عواتقهم، وهو ما يستدعي التعجيل بإعفائهم من هذه المسؤوليات وبالتالي إعفاء المواطن المغربي من استفزازاتهم المتكررة.
فإلى جانب الفضائح المتكررة لعبد اللطيف وهبي، والفضيحة المدوية ليونس السكوري في عيد الشغل، وفلتات الوزيرة ليلى بن علي، وإهمال الوزيرة فاطمة الزهراء المنصورى، وتجاوزات غيثة مزور، وضعف نادية فتاح، وأخطاء مصطفى بايتاس، وضعف وعجرفة رئيسهم عزيز أخنوش… هاهي فاطمة عمور تدلي بدلوها في مسبح الفضائح الحكومي الذي كاد أن يتعفن من كثرة المستحمين في أوساخه.
فقد نشرت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بحس غير مسؤول صورة “سايبة”، وهي ترقص وسط أفراد عائلتها متباهية بجزر زنجبار التانزانية التي زارتها، فبدت معجبة بجمال هذا الأرخبيل الذي يوجد في المحيط الهندي. نذكرك السيدة الوزيرة أن مهمتك هي الترويج لسياحة بلدك، لا لسياحة بلدان أخرى، وأن المواطنين المغاربة هم من يؤدون لك أجرك السمين وليس سكان تانزانيا.
فاطمة عمور أتت الى المسؤولية الحكومية قادمة من المحيط المقرب إلى عزيز أخنوش، وهو محيط غريب الأطوار، ولطالما فاجأنا بأسماء مستفزة، بل لا تختلف كثيرا عن مفاجآت بائع الفرجة في جامع الفنا الذي تراه يعد المواطنين بإظهار الغرائب والعجائب إن هم صبروا وبقوا محولقين حوله إلى ان يظهر لهم في الأخير بأن وعود “لحلايقي” هي جزء من الفرجة لاغير.
ومن علامات الجرأة المبالغ فيها، والوقاحة المضخمة عند وزيرة السياحة المغربية، أنها بهذا الفعل تبدو كذلك المراهق الذي اوصاه والده ببيع سلعة المحل الذي تقتات منه عائلته، فإذا به يهجم على محل تجاري آخر، ويتسلط على سلعته ليتباهى بها ويبيعها بدون إذن أحد.
لكن الجانب الدرامي في هذا الفعل السائب و اللاأخلاقي، هو أن المسؤولة الحكومية ظهرت وهي ترقص على إيقاعات الترف واللامبالاة، في حين تئن عشرات العائلات ممن فقدوا أحد أقربائهم في حادثة حافلة طريق خريبكة، بل إن مئات العائلات تتوجع في شمال المملكة، وقد داهمتم النيران فلم تترك لهم
بيتا يستظلون تحت سقفه، او مكسبا ينتفعون به.
وبينما تبكي العائلات المغربية حالها واحوالها قي ظل الغلاء الفاحش ولامبالاة حكومة أخنوش، يظهر اعضاء هذه الحكومة وهم يرقصون على أضلع المغاربة المقهورين، وعلى اوجاعهم العميقة، غير مكترثين بقصر ذوات أيادي الغالبية القصوى من الشعب، بل ومتباهين بحركات استفزازية بأحلى الثياب وأترف الاماكن واغلى الفنادق.
ارقصي سيدتي..فقد حلا لك ان ترقصي مادام ضميرك لم يهتز لواقع السياحة في بلدك، وما دامت أحاسيسك لم تحركها صرخات الصناع التقليديين في مجال عملك ومسؤوليتك، وما دمت قد برهنت للمغاربة أن هذه الرقصات هي وسيلة تعبيرك عن تضامنك مع المكلومين في وطنك..نعم هكذا تمارسين مهامك بمسؤولياتك في قطاعك الذي يجمع بين السياحة والصناعة التقليدية والتضامن، فهنيئا لك على حسن تعبيرك وإننا نطمئنك بأن الرسالة قد وصلت إلينا كاملة، وباننا استوعبناها جزيل الاستيعاب .
نعم، بمثل هذه الأساليب الساخرة، تؤكد حكومة عزيز اخنوش استفزازها الممعن للشعب المغربي ومشاعره، وبهذا التسيب واللامسؤولية تمعن هذه الحكومة في تحاشي الاستجابة الجادة للتعليمات الملكية الواردة في خطابي العرش وذكرى ثورة الملك والشعب، فنعم المسؤولية ونعم الجدية.
فلترقصي ياسيدتي ما حلا لك ان ترقصي ما دام الجو قد خلا لك كما يخلو أحيانا للطير كي يبيض فيه ويصفر، فقد علمتنا الحكايات في المناهج التربوية أن الصرار الذي رقص ذات صيف، لم يرث من غنائه ورقصه غير شديد الندم حين أتاه الشتاء بجلاليبه السوداء…وإن غدا لناظره قريب.