بعد سلسلة من الاحتجاجات نظمها أولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا لمطالبة الحكومة بفتح الحوار معهم، جرت مؤخرا اتصالات بين عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتنسيقية الطلبة المغاربة في أوكرانيا، خلصت إلى ضرورة عقد لقاء قبل موعد الامتحان الذي تشترط الحكومة إجراءه من أجل الإدماج.
وأكدت مصادر لهسبريس أن مسؤولين بالوزارة تواصلوا، نهاية الأسبوع المنصرم، مع ممثلي الطلبة من أجل استدعائهم لحضور لقاء سيعقد خلال الأسبوع الجاري، بحضور الكاتب العام وعمداء كليات الطب والصيدلة لبسط نقاط الخلاف.
ويعتزم ممثلو الطلبة خلال هذا اللقاء، حسب ما أكدته المصادر، الدفاع عن مشروعية الإدماج وعن احتساب السنة الدراسية الحالية 2021-2022 وبسط موانع اعتماد خيار 1-n ومناقشة الشروط الخاصة بمتابعة الدراسة عن بعد مع أوكرانيا وشروط متابعة الدراسة بدول الجوار لأوكرانيا وكذا الدفاع عن اعتماد اختبار التموضع (Test de positionnement) بدل امتحان الولوج الإقصائي، حيث إن الأخير سينشئ فئة مرسبة يجهل مصيرها.
ويعتبر الطلبة أن عودتهم من أوكرانيا كانت قسرا بسبب ظروف الحرب؛ فالوضع إذا بالنسبة لهم استثنائي ويتطلب حلا وتدبيرا استثنائيا وتفعيل مرتكز التضامن الذي يحث عليه الدستور المغربي في مثل هذه الظروف الاجتماعية كما حدث في جانحة كورونا، حيث إن العديد من القوانين والإجراءات تم تجاوزها أو تعديلها من أجل تدبير الجائحة.
وأكد آباء وأولياء الطلبة، في اتصال مع هسبريس، أن الآثار النفسية التي خلفتها أحداث الحرب وأهوال النزوح زيادة على التوتر وعدم معرفة مآل المستقبل الدراسي لهؤلاء الطلبة منذ عودتهم إلى الوطن تحول دون إمكانية الاستعداد النفسي لاجتياز أي نوع من الامتحانات.
ومن جهة أخرى، يعتبرون اعتراف المغرب بالشواهد الأوكرانية يتعارض مع مقترح امتحان الولوج ويثبت مشروعية الإدماج المباشر بدون شرط أو قید، كما أن المستوى المتقدم والمعترف به عالميا للدراسة بأوكرانيا واحتلالها لمراتب متقدمة في التصنيف العالمي دليل على جودة التعليم التي تطلب الوزارة بالمحافظة عليها.
وأوردت المصادر ذاتها أنه بخصوص الدفاتر البيداغوجية وبعد إجراء دراسة مقارنة للمواد المدرسة بكل مستوى بين الكليات المغربية ونظيراتها بأوكرانيا يتبين أن الفرق ليس بالحدة التي تستلزم خيار 1-n، وفي هذه الحالة يمكن إلحاق الطلبة في السنة 1n مع إمكانية اجتياز الاختبارات الاستدراكية في هذه المواد لاحقا.
وقالت أم طالب عائد من أوكرانيا إنه في جميع الدول عند إلحاق الطلبة من كلية إلى كلية أخرى، سواء بنفس الدولة أو من دولة إلى أخرى، يتم اعتماد اختبارات التموضع فقط وإلحاق الطالب بالمستوى المناسب، وفي بعض الحالات يمكن إدماجه مع ضرورة اجتيازه لبعض المواد استدراكا.
ويطالب آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بأن يكون الامتحان بلغة التدريس بأوكرانيا (الروسية، الأوكرانية – الإنجليزية – الفرنسية)، حسب اختيار المشارك.
وعبرت السفارة الأوكرانية بالمغرب عن استعداد الدولة الأوكرانية لمواصلة تدريس الطلبة المغاربة بأوكرانيا وراسلت الوزارة المغربية في هذا الشأن طالبة منها عقد شراكات واتفاقيات لضمان التداريب الميدانية بالمغرب مع وضع صيغة إدارية للاعتراف بهذه التداريب من الطرفين.