أعلنت مؤسستان فلسطينيتان وفاة الأسير الفلسطيني وليد دقة (62 عاما)، الأحد، بعد 38 سنة في سجون إسرائيل؛ متأثرًا بإصابته بالسرطان.
جاء ذلك في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (رسمية) ونادي الأسير (أهلي).
وأفاد البيان: “استشهاد الأسير القائد المصاب بالسرطان وليد دقة، داخل مستشفى آساف هروفيه (قرب تل أبيب)”.
وأرجع الوفاة إلى “سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى”.
ودقة “من بلدة باقة الغربية في الأراضي المحتلة عام 1948 (الداخل الفلسطيني)، ومعتقل منذ عام 1986″، وفق البيان.
وفي وقت سابق الأحد، أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” بوفاة دقة في المستشفى متأثرًا بإصابته بمرض سرطان نادر.
وأضافت أنه مسجون منذ 1986؛ بتهمة اختطاف وقتل جندي إسرائيلي في 1984، وهو أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن “الوضع الصحي للأسير وليد دقة تدور منذ شهر مارس من العام الماضي (…) نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد”.
وذكرت أن دقة أصيب “بسرطان التليف النقوي في 18 دجنبر 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي”.
وتابعت أنه خضع في شهر أبريل من العام الماضي، لعملية جراحية “جرى استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى عيادة سجن الرملة (مرفق صحي تابع لمصلحة السجون)، وفي 22 ماي تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى آساف هاروفيه”.
وقالت إن دقة عانى من مضاعفات عملية الاستئصال “بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادته سلطة السجون إلى عيادة الرملة، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددا إلى مستشفى آساف هاروفيه، ثم أعيد إلى الرملة”.
يذكر أن إسرائيل أصدرت بحقه حكما بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضافت تل أبيب عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عامًا.
وأشارت “وفا” إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرا، وارتبط عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي فبراير 2020، رزق وزوجته بطفلتهما “ميلاد” عبر النطف المحررة (مهربة).
ووفق الوكالة الفلسطينية “ارتفع عدد الشهداء في سجون الاحتلال إلى 14، منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وباستشهاده ترتفع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 251 شهيدا”.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، زادت أوضاعهم سوءا منذ أن بدأت حربا مدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وفق منظمات فلسطينية معنية بالأسرى.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ ستة أشهر أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.