نعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، أمس السبت، طالبا يبلغ من العمر 20 سنة، ويتابع دراسته بالسنة الأولى في كلية الطب والصيدلة بمراكش.
وقالت أسرة الطالب وزملاؤه إن وفاته على إثر تناول كميات من الأدوية، جاءت بعد الأزمة النفسية الحادة التي مر منها بسبب الضغط الناجم عما تعيشه كليات الطب والصيدلة من اضطرابات منذ حوالي سنة.
وسبق للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أن نبهت إلى الضغوط النفسية الرهيبة التي يعيش على وقعها الطلبة، بسبب غياب أفق لحل الأزمة، وبسبب ما يتعرضون له من ترهيب واستدعاءات وطرد وتوقيف ومحاكمات، مؤكدة أنهم باتوا اليوم في حاجة لمواكبة نفسية.
وفاة الطالب، جددت المطالب للحكومة وللوزير الجديد على رأس قطاع التعليم العالي بالتسريع بإيجاد حل يطوي هذا الملف، ويعيد الطلبة إلى تكويناتهم، ويوقف مسلسل الاضطراب والمقاطعة المتواصل منذ ما يناهز 10 أشهر.
وعلى إثر الوفاة، طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالإسراع بوضح حد لتعنت الدولة في تسوية ملف الطلبة ووضع حد للمآسي والمعاناة التي يعيشونها وعائلاتهم، محملة المسؤولين النتائج الكارثية على عموم طلبة الطب والصيدلة، وشددت على الاستجابة الفورية للمطالب الشرعية والمشروعة ودون تسويف أو مماطلة.
وقال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن الوفاة الصادمة والمفاجئة للطالب التي أكد زملاؤه أن لها علاقة بأزمة كليات الطب والصيدلة، تفرض اليوم وبشكل عاجل إيجاد حل.
وأضاف الغلوسي في تدوينة أن هذا الملف عمر طويلا دون مخرج، ما جعل طلبة كليات الطب والصيدلة يصعدون من احتجاجاتهم إذ قاطعوا الدروس والامتحانات، هي الاحتجاجات التي تسببت في أزمة غير مسبوقة في ظل غياب الشفافية والوضوح في التعاطي مع هذا الملف، فضلا عن غياب مخاطب مسؤول وجدي يستطيع إيجاد صيغة وتسوية منصفة لهذه القضية.
وعبر الغلوسي عن الأمل في أن يستطيع الوزير الجديد حلحلة هذا الملف/اللغز, وألا يلجأ كسابقه إلى لغة التخوين والهروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية.
ويرتقب أن يعقد وزير التعليم العالي الجديد عز الدين ميداوي، اليوم الأحد، أولى لقاءاته مع لجنة طلبة الطب والصيدلة، حيث تعقد الآمال على أن يتمكن الوزير على عكس سلفه من إيجاد تسوية للملف، وينجح في إعادة الحياة لكليات الطب والصيدلة.