احتضن قصر مولاي عبد الحفيظ بطنجة، الخميس 12 دجنبر 2024، حفلا ختاميا لـ “مشروع مندمج لتمكين النساء “(PIAF)”، الذي أنجزته جمعية “الأخوة للأشخاص ذوي الإعاقة” المتواجد مقرها بعاصمة البوغاز، بدعم من المنظمة الإيطالية OVCI لا نوسترا فاميليا، وبتمويل جزئي من الاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع جمعية بدر في بركان، وجمعية كاسا لحنينة في الرباط، بالإضافة إلى العديد من الشركاء المؤسساتيين.
وفي تصريح لموقع “لكم”، قال حسن زروالي الكاتب العام لجمعية الأخوة للاشخاص ذوي الاعاقة بطنجة، أن هذا الحفل الختامي الذي يتزامن مع اليوم العالمي للاعاقة (3 دجنبر من كل سنة)، يأتي لعرض مخرجات المشروع النموذجي (مشروع مندمج للتمكين الاقتصادي للنساء في وضعية إعاقة ومقدمات الرعاية لهن).
وأوضح زروالي، أن هذا المشروع الذي تم إنجازه على صعيد أربعة جهات في المملكة، وتم تنفيذه محليا من طرف جمعية الأخوة للأشخاص ذوي الاعاقة، بدعم من منظمة ايطالية وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، يهدف الى تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء في وضعية اعاقة ومانحات الرعاية لهن. وذلك من خلال مجموعة من الورشات التكوينية والتدريبية النظرية والتطبيقية في مجالات الطبخ والادارة والتسويق.
وحسب الكاتب العام لجمعية الأخوة للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن هذا المشروع شكل فرصة هامة لتعبئة مجموعة من الفاعلين الاجتماعيين من مؤسسات عمومية ومجتمع مدني وقطاع خاص، للمساهمة في تغيير النظرة النمطية السلبية حول المرأة في وضعية اعاقة، وتشجيعها على التعليم والتكوين المهني، وتعزيز سبل وآليات تمكينها اقتصاديا وتحقيق استقلاليها ومشاركتها الكاملة في المجتمع.
وواجه المشروع الذي يهدف الى تعزيز تمكين النساء الأكثر هشاشة وخاصة النساء في وضعية إعاقة (FSH) ومقدمات الرعاية لهن، حسب المتحدث، تحدياً كبيراً يتمثل في جعل هؤلاء النساء والفتيات مرئيات وفاعلات في التنمية الشاملة، مشيرا إلى أنه قد تحقق ذلك من خلال تقديم دورات تدريبية مهنية في مجالات الطهي والتسويق، تلتها فترات تدريبية مكنت البعض منهن من ولوج ميدان الشغل، كما ساعدت هذه الأنشطة في تعزيز مهاراتهن مع تقديم فرص للإدماج الاجتماعي والمهني المستدام.
وعرف الحفل توزيع شواهد التكوين على 25 مستفيدة من المشروع، كما وزعت الشواهد أيضا على الأساتذة المكونين في المشروع، وعلى العاملين الاجتماعيين الذين قاموا بزيارات التتبع والمواكبة للفئة المستهدفة، وكذلك على المقاولات والتعاونيات التي فتحت أبوابها للتدريب أمام الفئة المستهدفة. كما سلمت كذلك شهادة تقديرية لمدير جمعية الأخوة ومنسق المشروع على نجاحه في قيادة المشروع على الصعيد الجهوي.
وتجدر الإشارة الى أن المشروع، تم تنفيذه على مستوى 4 جهات (الدار البيضاء – سطات، الشرق، سوس ماسة، وطنجة – تطوان – الحسيمة)، ووفر أكثر من 2200 ساعة من التدريب لـ 200 فتاة في وضعية إعاقة ومقدمات الرعاية لهن، حيث شملت التدريبات الجوانب النظرية والتطبيقية للطهي، الإدارة، والتسويق، كما تم تنظيم زيارات بين الجمعيات المستفيدة من المشروع لتقاسم التجارب والخبرات وإنجاز ورشات عمل مشتركة للمساهمة في تنمية قدرات وتحسين مهارات المشاركات وتعزيز استقلالهن.
كما نظم المشروع مسابقة طهي “ماستر “PIAF” ، في المعهد المتخصص في تكنولوجيا الفنادق والسياحة بأكادير. كما تم تنظيم أيام للأبواب المفتوحة التي سلطت الضوء على مواهب الفتيات المدربات. علاوة على ذلك، قامت 50 فتاة بتدريب عملي في 25 مؤسسة لتقديم الطعام، وقد تلقت 6 منهن بالفعل عروض عمل.
وبفضل هذا المشروع النموذجي، أصبح 18 ثنائياً (فتاة في وضعية إعاقة + مقدمة رعاية) على وشك إطلاق نشاطهن الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تم تمويل 4 مبادرات تدريب مهني، مما أثر على 60 مستفيداً إضافيا، كما ساهمت الأنشطة التوعوية في الوصول إلى أكثر من 400 شاب وشابة من خلال تنظيم لقاءات في المدارس الثانوية، الجامعات، ومدارس التدريب المهني، وفق معطيات توفرت لدى “لكم”.
وحسب الجهة المنظمة، فإن مشروع PIAF أثبت أهمية النهج الشامل والتضامني في مجالات التدريب والإدماج. كما ساهم كذلك على المدى المتوسط والطويل، في تغيير العقليات ومنح النساء في وضعية إعاقة ومقدمي الرعاية لهن سبيلاً أفضل للوصول إلى حقوقهم في التدريب والعمل. وقد تعهد الشركاء بمواصلة هذه الأنشطة ودعم المستفيدين، والعمل من أجل مستقبل أكثر شمولاً وعدلاً.
يشار إلى أن الحفل حضره جمع من المدعوين تجاوز 80 شخصا وفي مقدمتهم نائبة عمدة مدينة طنجة المكلفة بالشؤون الاجتماعية وممثلي المصالح الخارجية بالمدينة ووفد يمثل منظمة OVCI وجمعية كاسا لحنينة وممثلي جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.