على بعد ثلاثة أيام من توديع سنة 2024، يستحضر المغاربة بألم وحسرة كبيرين، رحيل أسماء وازنة في سماء الفن، أفل نجمها بعد أن فارقت الحياة، تاركة خلفها سجلا حافلا بالعطاء، سيظل إرثا زاخرا وغنية تتشبع الأجيال القادمة.
وقبل أيام قليلة مضت، رحل عنا إلى دار البقاء الفنان القدير “محمد الخلفي”، وذلك بعد معاناة مريرة وطويلة مع المرض، نعم المرض الذي غيبه عن الساحة الفنية التي صنع بها مجدا تليدا من العطاء السخي على امتداد عقود من الزمن، قبل أن يطاله التهميش والإقصاء وينتهي به المطاف غريبا في منزله بدار بوعزة، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، وفي قلبه غصة كبيرة على ما تعرض له من جور وظلم كبيرين.
مسلسل رحيل الرواد لم يتوقف عند هذا الحد، إذ قبل أيام قليلة من رحيل “الخلفي”، أعلن وفاة زميله الفنان الكبير “مصطفى الزعري”، الذي استسلم في عمر 79 سنة، لمرض السرطان الذي ظل يعاني منه لفترة طويلة، قبل أن يرحل عنا بدروه، وقد خلف ورائه إرثا فنيا زاخرا، إن على مستوى المسرح، التلفزيون أو حتى المسرح.
مصائب أهل الفن، لم تأتي هذه السنة فرادى، إذ سرعان ما أعلن عن وفاة أيقونة المسرح والتلفزيون المغربيين، الفنانة الكبيرة “نعيمة المشرقي”، عن عمر ناهز 81 سنة، والتي تعد من أبرز رائدات الفن بالمغرب، حيث كانت لها إسهامات عدة على مر عقود من الإبداع والتألق والتميز، جعلت منها أسماء بارزا، تم الاحتفاء به خلال النسخة الأخيرة من فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
اسم آخر ينضاف إلى قائمة وفيات سنة 2024، وهنا الحديث عن رفيق درب “الزعري”، الفنان الكوميدي الكبير “مصطفى الداسوكين”، الذي رحل بدوره إلى دار البقاء، مخلفا وراءه سلسلة من الأعمال الخالدة، سواء على مستوى التلفزيون أو حتى المسرح، والتي لا يمكن بحال ذكرها كلها، بالنظر إلى غزارة الدوار التي جسدها، والتي جعلت منه محبوبا لدى كل المغاربة.
كما تميزت سنة 2024 بإعلان وفاة “عندليب المغرب”، الفنان الكبير “عبده الشريف”، الذي كان سفيرا للأغنية الطربية المغربية، وكانت له مكانة خاصة في أم الدنيا وكل البقاع العربية، لتطابق صوته مع صوت الفنان المصري الراحل “عبد الحليم حافظ”.
وفاة “الشريف” في مارس الأخير، شكل صدمة كبرى في الوسط الفني، بعد أن تعرض لأزمة قلبية استدعت نقله على استعجال إلى المستشفى، غير أن القدر الإلهي كان في انتظاره، ليعلن بعدها رحيل فنان كبير سخر حياته مخلصا لفنه النبيل.
في نفس السنة أيضا، أعلن وفاة الفنان القدير “حميد نجاح” المزداد الدار البيضاء سنة 1949، وهو اسم بارز في مساء المسرح والتلفزيون والسينما المغربية، فنان ترك بصمة بارزة، تؤرخ لرجل قدم عطاءات عالية الجودة، جعلت منه محط احترام وتقدير الجمهور المغربية.
وإلى جانب ذلك، تميزت نفس السنة بوفاة أسماء فنية بارزة أخرى، لا تقل قيمة ومكانة، وهنا نستحضر روح الفنان والمخرج “أحمد كرس”، الذي كان وراء النجاحات الباهرة التي حققتها مسرحيات شهيرة، تم وفاة الفنان القدير “بوجمعة أوجود”، الشهيرة بلقب “با عزيزي”، ومن منا من لا تذكر هذا الأسم الذي صنع الفرحة في قلوب الملايين من المغاربة من خلال سلسلة من الأعمال التي شارك فيها..