بعد دعوة تلقاها من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عقب محادثة هاتفية جمعت بينهما، يزور الرئيس الفرنسي ماكرون الجزائر غدا الخميس، في ظل تعدد الرهانات الاقتصادية والسياسية والتاريخية وأجندة إقليمية مشحونة.
وتستمر الزيارة ثلاثة أيام، من 25 إلى 27 غشت الجاري، وهي “إشارة واضحة إلى استئناف الرئيس الفرنسي رسميا لقنوات الاتصال بنظيره الجزائري، بعد فترة من التوترات الشديدة”، تورد مجلة “جون أفريك” في مقال لها عن الموضوع.
وتتضمن الأجندة، وفق بيان الإليزيه، التداول في الأوضاع الإقليمية، ومراجعة العلاقات الثنائية بين باريس والجزائر التي أحبطها تباين الرؤى خلال السنوات الأخيرة حول بعض القضايا المشتركة بين الجانبين منذ مدة، لاسيما قضايا “الذاكرة والتاريخ والهوية”.
ويتصدر برنامج الزيارة الأولى لماكرون إلى الجزائر بعد إعادة انتخابه في شهر ماي الماضي، لقاء سيجمع ماكرون وجهاً لوجه مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، فضلا عن زيارة إلى “المسجد الكبير” بالعاصمة الجزائرية، فيما سيتوقف في وهران يوم 26 غشت الجاري لزيارة القلعة الشهيرة “سانتا كروز”.
ويرتقب أن تُقام زوال الجمعة 26 غشت وجبة غداء تجمع إيمانويل ماكرون “وجها لوجه مع الرئيس تبون قبل بدء اجتماع موسع ومطوّل بين الرئيسيْن”، وفق ما أوردته مواقع جزائرية.
وتحدثت وسائل إعلام جزائرية وفرنسية عن “برنامج غني” يتضمن محادثات سياسية ولقاءات واجتماعات ماكرون مع شباب ومقاولين جزائريين في إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين، علاوة على زيارات إلى العديد من المواقع السياحية، بما في ذلك المسجد الكبير بالجزائر العاصمة وقلعة “سانتا كروز” التي بناها الإسبان في وهران.
وكان بيان سابق صادر عن الإليزيه قد أعلن عن “زيارة عمل وصداقة” رسمية تنقل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، تستمر ثلاثة أيام.
وبعد زيارة أولى كانت قد استمرت فقط 12 ساعة في شهر دجنبر من العام 2017 في بداية ولايته الرئاسية الأولى، تعد هذه الزيارة الثانية من نوعها لماكرون كرئيس لفرنسا إلى الجزائر.
وتأمل كل من باريس والجزائر “طي صفحة من سوء التفاهم والتوترات” بلغت ذروتها باستدعاء السفير الجزائري في أكتوبر 2021، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي حول النظام “السياسي العسكري” الجزائري والشعب الجزائري.
جدل حاخام فرنسا
ويرافق الرئيس الفرنسي الحاخام الأكبر ليهود فرنسا، حاييم كورسيا، للمرة الأولى، ضمن الوفد الرسمي.
وعبرت أحزاب جزائرية عن رفضها مشاركة الحاخام الأكبر ليهود فرنسا، بسبب ما اعتبرته “مواقفه المؤيدة للصهيونية وللعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين”.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إن ماكرون “يحاول مغالطة الرأي العام حين يدافع بوضوح عن الكيان الصهيوني، ويساوي بين العداء للصهيونية واللاسامية، وينفي ممارسة إسرائيل للأبارتهايد”.
وعبر رئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة عن رفضه لحضور كورسيا، وقال تعليقا على الوفد المرافق لماكرون أنه “يجب التحذير من أننا لن نقبل بأي حال من الأحوال أي محاولات لمقايضات مشبوهة لتحويل أرض الشهداء المباركة إلى أرض توطين لمن خانوا ثورتها، أو كانوا جزءا من نظام عنصري يحتل شعبا أعزل و يمارس عليه كل أنواع الحرب دون أي خوف من أحد، وإنها مناسبة ندعو فيها الرئيس الفرنسي، ودولته جزء من مجلس الأمن، أن يفرضوا تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني و على رأسها حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف”.