مباشرة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية يوم 8 شتنبر الجاري، طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الهند بإعادة ماسة التاج البريطاني ”كوهينور”، حيث أطلق رجل أعمال هندي التماسا عبر الإنترنت لاستعادة الماسة التي تزين تاج المملكة البريطانية منذ عام 1853.
وبحسب موقع ”الجزيرة” الإخباري، نقلا عن تقارير إخبارية دولية، فإن ملحمة الماسة من عيار 105 قيراطات بدأت عندما صادرها البريطانيون عام 1849 من المهراجا الطفل دوليب سينغ (10 سنوات)، بعد أن دمروا جيشه وألقوا بوالدته في السجن، وأجبروه على توقيع معاهدة لاهور التي تلزمه بالتنازل عن العرش وعن جميع ممتلكاته، وتنص المادة الثالثة منها على أن “الماسة المسماة كوهينور يجب التخلي عنها لملكة إنجلترا”.
وذكر المصدر، أن شركة الهند الشرقية البريطانية نقلت سنة 1850 إلى لندن هذه الجوهرة التي يرغب الهنود والباكستانيون والإيرانيون وحتى طالبان بأفغانستان في استرجاعها، مشيرا إلى أن التاج البريطاني استخدمها منذ ذلك الحين رمزا للقوة الإمبراطورية، وقدمت في “معرض كبير” في لندن عام 1851.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن هذه الملحمة أثارت العديد من المطالبات باستعادة الجوهرة الثمينة، فقد ادعى رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو عام 1976 ملكية كوهينور في سياق كانت فيه إسلام أباد تغادر الكومنولث وتقترب من الصين، وفي نونبر عام 2000، طالب نظام طالبان الأفغاني بالجوهرة كما طالبت إيران باستعادتها، لكن الهند كانت الأكثر تصميما في هذا الشأن، حيث طالب المجتمع المدني والسياسيون والمشاهير باستعادة كوهينور على مدى 30 عاما.
وأبرز المصدر، أن 50 برلمانيا وقعوا عام 2000 على عريضة لإجبار حكومة الهند على مطالبة لندن بإعادتها، فيما طالبت عام 2010 وسائل الإعلام من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أثناء زيارته للهند باتخاذ خطوة في هذه الصدد، ولكنه رد قائلا “إذا قلت لكم نعم، فستكون هناك طلبات أخرى من هذا النوع.. ولن يتبقى شيء في المتحف البريطاني”، بحسب موقع ”الجزيرة”.
وأشار إلى أن دائرة المعارف البريطانية، تؤكد أن الماسة الثمينة مرت بيد بابور، ملك فرغانة في أوزبكستان الحالية، قبل أن تصبح شعارا للشرعية وتزين “عرش الطاووس” في هرات شمال أفغانستان العائد للسلطان شاه جيهان -كما يقول المؤرخ الإيراني محمد قاسم مارفي- لتغادر شبه القارة الهندية مع وصول أمير الحرب نادر شاه بعد استيلائه على العرش الفارسي عام 1732، وقد عرض الماسة كما فعل البريطانيون بعد ذلك.