يشكل الموقف من قضية الصحراء وتوازن علاقات إسبانيا مع المغرب واسبانيا، واحدة من أهم التحديات التي ستواجه زعيم اليمين الإسباني ألبيرتو نونييث فيخو في حال فوزه في انتخابات الأحد.
وحسب وسائل إعلام إسبانيا فإن فيخو (61 عامًا)، الذي يتزعّم “الحزب الشعبي” منذ عام سيجد نفسه أمام تحديات عديدة في السياسة الخارجية لبلده من الدفاع عن مصالح إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبي إلى العلاقات الدقيقة مع المغرب والجزائر، بالإضافة إلى تحدي شخصي إذا أراد تثبيت نفسه على الساحة الدولية خصوصًا أنه لا يتقن الإنكليزية وليس لديه خبرة كافية في السياسة الدولية وفق خبراء.
وفي حال وصوله إلى رئاسة حكومة بلاده سيتوجب عليه أن بولي اهتمامًا كبيرًا لملف العلاقات مع الجزائر والمغرب.
فالعلاقات بين إسبانيا والمغرب تحسنت مذ قررت مدريد في مارس 2022، تأييد موقف الرباط من الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، ما وضع حدا لأزمة دبلوماسية بين البلدين امتدت عاما.
ولقيت هذه الخطوة التي أنهت عقودا من الحياد في مدريد بشأن وضع المستعمرة الإسبانية السابقة، انتقادات من مكوّنات سياسية محلية مختلفة، باستثناء المعسكر الاشتراكي الذي ينتمي إليه سانشيز.
“تهذيب” الموقف
أدّى هذا الانعكاس في الموقف إلى تجميد العلاقات بين مدريد والجزائر، وهي الداعمة الرئيسية لجبهة ا (بوليساريو)، لا سيّما على الصعيد التجاري.
انتقد “الحزب الشعبي” قرار سانشيز في مارس 2022 بشدة. ويتعهد الحزب اليميني في برنامجه الانتخابي بـ”الدفع نحو علاقة متوازنة مع دول المغرب العربي”.
في مقابلة مع صحيفة “لا فانغارديا”، اتهم وزير الخارجية المنتهية ولايته خوسيه مانويل ألباريس “الحزب الشعبي” بالرغبة في “عودة مقلقة إلى مواقف معادية للمغرب”.
وسيكون “من الصعب جدًا” بالنسبة لفيخو “تغيير” سياسة مدريد الحالية، لأن “المغرب لديه وسائل ضغط تفسّر جزئيًا تغيّر موقف سانشيز”، بحسب مولينا الذي أشار إلى تراجع الهجرة غير النظامية إلى إسبانيا منذ قرار مدريد تأييد موقف الرباط العام الماضي.
ويعتبر مولينا أن حكومة فيخو “ستهذّب ما قاله سانشيز”، لكنه لا يعتقد “أنه سيحدث تصحيحًا علنيًا للموقف، لأن المغرب سينظر إلى ذلك على أنه استفزاز”.