لا تزال عائلات 51 مهاجرا من العطاوية بإقليم قلعة السراغنة تنتظر الكشف عن مصير أبنائها الذين انقطعت أخبارهم منذ أسابيع، خلال محاولتهم الهجرة من مدينة أكادير في اتجاه جزر الكناري.
عائلات المهاجرين حضرت، أمس الأحد، نشاطا تضامنيا نظمه فرع الحزب الاشتراكي الموحد بالإقليم، تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، حاملة صور أبنائها المختفين، لتنقل جزءا من معاناتها وتجدد المطالبة بالكشف عن مصير فلذات أكبادها.
النشاط التضامني مع عائلات ضحايا الهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر، نظم تحت شعار “الكرامة والعدالة للمهاجرين والمهاجرات، والحقيقة لعائلات المفقودين والمفقودات”، بحضور حقوقيين ومحامين، تم خلاله التطرق لهذه الآفة التي تتهدد شباب المنطقة.
وتطرقت كلمة كل من الحزب الاشتراكي الموحد والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للأحداث الأليمة التي عرفتها منطقة إقليم قلعة السراغنة، من حيث تنامي ظاهرة الهجرة السرية وتواترها بشكل مرعب خصوصا في السنوات الأخيرة.
وتوقفت الكلمتان على حادث انقطاع أخبار 51 من شباب مدينة العطاوية، وكذا مأساة غرق مركب للمهاجرين في عرض المحيط الأطلسي أدى إلى مقتل وفقدان أزيد من 41 ضحية تنتمي إلى جماعة لوناسدة والجبيل وغيرهما بإقليم قلعة السراغة، فضلا عن مآسي أخرى.
و نددت الكلمات خلال ذات النشاط بحالة التهميش والإقصاء الذي تعرفهما المنطقة، مما يفضي إلى تكرار مثل هذه المآسي، وحملت الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع الكارثي والمريب.
وطالب المشاركون في النشاط التضامني بالتدخل العاجل للكشف عن مصير هؤلاء الشباب، وإخبار عائلاتهم الذين يكتوون بنار التوجس والانتظار والخوف. كما دعوا السلطات المختصة إلى فتح تحقيق جاد ونزيه ومسؤول، للكشف عن شبكات الاتجار بالبشر بالإقليم، وترتيب الجزاءات في حق كل من ثبت تورطه في هذه الجرائم.
ونبه ذات المصدر الحكومة والسلطات العمومية إلى ضرورة وقف هذا النزيف، وذلك بتحمل مسؤوليتها في توفير فرص شغل قارة لأبناء الإقليم، تحفظ لهم حياتهم وتصون كرامتهم.