أخبارنا المغربية – عبدالاله بوسحابة
تزامنا مع عدد من التظاهرات الرياضية الدولية التي شارك ويشارك فيها المغرب، ترسخت قناعة قوية بين المنتسبين للحقل الإعلامي الوطني، أن هناك توجه واضح لإقبار دور الصحافة المهنية التي تحترم دورها الأساسي في نقل الأخبار بكل حيادية ومصداقية.
الشاهد على ما قيل، هي الحظوة الكبيرة التي صار يتمتع بها “مشاهير السوشيال ميديا”، حيث تسخر لهم كل الإمكانات المادية، من سفريات وفنادق فخمة مدفوعة الأجر، للعب هذا الدور، لكن شريطة أن يقولوا “العام زين”، في مقابل استمرار إقصاء وتهميش الصحافة التي لطالما كانت حلقة وصل بين فئات الشعب و رياضييها المشاركين في مختلف التظاهرات الدولية.
المثير في الموضوع، أن هؤلاء “المؤثرين” تقدم لهم كل تلك الامتيازات والسفريات الفخمة من جيوب دافعي الضرائب، هو ما يستوجب طرح أكثر من علامة استفهام عريضة، حول الصفة التي تم من خلالها اعتمادهم لنقل كل التفاصيل المرتبطة بالمشاركة المغربية في هذه المحافل الرياضية الدولية، وهل يستقيم أن يلعب أشخاص (بينهم وبين الرياضة عموما غير الخير والإحسان)، دور صحافيين أفنوا حياتهم في سبر أغوار هذه المهنة الشريفة؟
أما بالنسبة للصحافيين الذين حالفهم الحظ لحضور هذه التظاهرات الرياضية الدولية، فالكل يعلم علم اليقين، كيف تمر عملية الانتقاء، وشروط الولاء التي تميز بين الصحفي والآخر، إلا من رحم ربك، و لعل تكرار تواجد نفس الوجوه، أكبر شاهد على كل ما قيل.
مغرب اليوم في ظل النهضة الرياضية التي يصبوا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في حاجة إلى صحافة جادة ومسؤولية، صحافة تنقل الأخبار بكل حيادية وتجرد، صحافة تضع أصبعها على مكامن الخلل، وليس صحافة التطبيل، وهو الأمر الذي يقلق كثير من المسؤولين، الذين يفضلون “المؤثرين” وصحافة (قولو العام زين)، تفاديا لأي إحراج مع الشعب، أو كشف لما خفي من فضائح ومهازل ترافق المشاركة المغربية في مثل هذه التظاهرات الدولية.
إن ما حدث ويحدث من إهانة صريحة للجسم الصحفي بالمغرب، يحتاج اليوم إلى مساءلة كبرى، وترافع قوي من قبل النقابات والهيئات الإعلامية بالمغرب، من أجل وقف هذا النزيف الذي ينخر جسد هذه المهنة، وما استمراره وتكريسه إلا دليل كاف على أن هناك جهات ما تستفيد من هذا “الريع” الذي ينتهك حرمة وقدسية هذه الرسالة النبيلة.