أريفينو : فؤاد الحساني / 04 شتنبر 2023
منبر الرأي :
كلما اقترب الدخول المدرسي إلا و يزداد مخاض الأسر المغربية خاصة الفقيرة و المتوسطة الدخل من كلفة الفاتورات التي يحملها الأبناء و كذا المتطلبات التي ترافقها من ملبس و تأمين مدرسي و كذا البذلات المدرسية و المحافظ وصولا للأدوات المدرسية , مما يزيد من أرق الأباء و التفكير الدائم في وسيلة للتغلب على هذا ‘ الغول’ المفزع .لا بد لنا أن نمر من البيبليوغرافيا لما مرت منه الأسر بدءا من رمضان فعيد الفطر وصولا لعيد الأضحى و كذا العطلة الصيفية و الضيوف و العطلة و التنقل و الترويح على الأبناء لنصل إلى الكابوس الأعظم خاصة للأسر ذات الأربعة و الخمسة و زد على ذلك من الأبناء ..إن تمدرس الأطفال سواء في القطاع العام أو الخاص يحتاج لميزانية قوية و مداخيل إضافية لم تفكر في هذا الشأن أية من الحكومات السابقة و لا الحالية , و إنما تكتفي بسرد الأرقام المفزعة لعدد التلاميذ الذين ينسبون للهدر المدرسي وهم في ارتفاع كل سنة بل و أصبحوا بعشرات الالاف و هذ ما يهدد مصير الأمة , فكلما ازداد عددهم إلا و كثر عدد المهاجرين الغير الشرعيين عبر قوارب الموت , إن معظلة التمدرس بالمغرب ليست في حاجة لمواثيق دورية و لا للجان سنوية و إنما لإرادة حقيقية في تغيير عقلية المشرفين و هذا موضوع لنا فيه عودة .
أما الدخول المدرسي الحالي فسنناقشه على مساوئه بتحليل سطحي نؤكد فيه أن تظافر الجهود عامة يقلل نسبيا من كارثة ‘ الغول’ بدءا من أصحاب المكتبات و بائعي اللوازم المدرسية الذين ينتظر منهم أن يلعبوا دورا مخالفا لما قام به أصحاب المقاهي و المطاعم و الفنادق و بعض التجار مع عمالنا في المهجر من سلخهم بالزيادات الصاروخية في الأثمنة مما حمل معهم سخطا قويا عبر عنه الكثير خاصة ما وصلنا من صداه في وسائل اعلام أوربية بديار المهجر فبيع الأدوات المدرسية بأثمنة معقولة مع هامش ربح معقول يعتبر في حده صدقة و تنفيس عن الفقراء , كما أن جمعيات الأباء لابد لها أن تلعب الدور المنوط بها في التقليص أو الالغاء لضريبة الدخول المدرسي الخيالي الذي تفرضه على التلاميذ بالرغم من أنه مبلغ اختياري و ليس اجباري كما هو سائر عندنا , أضف لذلك أن دور هذه الجمعيات يقتضي بالوقوف بجانب التلاميذ المعوزين و توفير اللوزم المدرسية لهم و تشجيعهم على التمدرس بدلا من لعب دور الدركي الذي يأمر و ينهى . إن جمعيات المجتمع المدني و المجالس المنتخبة مسؤولة بدورها على التدخل في تحقيق حلم تمدرس من يعانون الهشاشة و هذا دورها دستوريا دون أن نغفل الميسورين من التجار و من عمالنا في الخارج أن يفكوا الضيق بدورهم على العشرات من الأسر لتمدرس أبنائهم و هي صدقة يمكن اقتطاعها حتى من زكواتهم. إن الدولة بدورها يجب أن تكون في الموعد باحصائياتها للتلاميذ المعوزين و إيجاد الموارد محليا و جهويا لاقتناء الأدوات المدرسية و التفكير في إعفاء التلاميذ مما يسمى بالتأمين المدرسي و الجمعية الرياضية التي لا يعرف أين تذهب هذه الأموال التي لا يعمل بها لا حق و لا باطل كما نهمس في أذان جمعيات الأباء بإلغاء هذه الضريبة التي يراد بها باطل و التي تفرض عنوة على الأبناء في جميع المستويات و أن تبحث عن موارد إذا أرادت فعلا في تطوير المدرسة العمومية , و الأهم من هذا الرجاء موجه لهيئة التدريس و لبعض رجالاتها و نسائها التي تفرض لوائح طويلة و مقززة من الأدوات المدرسية من أقلام و دفاتر و أوراق من النوع الباهض قد لا يستعملها التلميذ طول السنة و التقليل من ما أكمن وزن محفظة الصغار التي تعذبهم ذهابا و إيابا , و عدم طرد التلميذ لأنه لم يحضر كتابا أو دفترا دون التحقيق من ظروفه الاجتماعية التي قد تقوده لعدم الرجوع للقسم نتيجة لشعوره بالفقر و عدم تلبية حاجيات المدرس المرهقة و المستحيلة في بعض الأحيان..
فعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية الانسانية و يبادر قدر المستطاع في توفير دخول مدرسي سلس ليس فيه متأزما و لا حيرانا و لاضعيفا و لا قويا بعيدا عن السفه و المغالاة و خنق الأسر و بهذا نستطيع أن نطيح بهذا ‘ الغول ‘
و كل دخول مدرسي و أنتم بخير.