أكد السفير الفرنسي في الرباط كريستوف لوكورتيي، في لقاء إخباري على قناة BFMTV، أن الاقتراح الفرنسي لتقديم مساعدات في عمليات الإنقاذ الجارية لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من مناطق البلاد، «أخذ بعين الاعتبار».
جاء ذلك جوابا على سؤال الصحفي حول صمت السلطات المغربية حول إبداء فرنسا من خلال رئيسها استعدادها تقديم المساعدة اللازمة في عمليات الإنقاذ، شريطة أن تطلب السلطات المغربية ذلك.
وأضاف الديبلوماسي الفرنسي أن السلطات الفرنسية في تواصل مستمر مع نظيرتها المغربية، مضيفا أن وزارة الخارجية تواصلت عدة مرات مع نظيرها المغربي، والسفير في تواصل مع كل المسؤولين، إذن فالتواصل يومي.
واعتبر لوكورتيي أن المغرب يحاول تنظيم نفسه، إذ أن الكارثة لازالت راهنة، ومن المهم ألا يتم الخضوع لضغط الكلام، بل ينبغي التركيز على معالجة الجرحى.
وأضاف السفير أن المغرب توصل بطلبات المساعدة من العالم أجمع، إذ هناك الدول التي عرضت مساعدتها، «ما أستطيع أن أقوله بكثير من اليقين هو أن المقترح الفرنسي، المرتكزة في آن واحد على فرق البحث والإنقاذ بواسطة كلاب، وفرق المساعدة والإنقاذ في حالة الطوارئ، أخذت بعين الاعتبار بكل قيمتها، وفور الاحتياج إليها…».
وردا على تعليق الصحفي بأن السلطات المغربية استجابت لاقتراح اسبانيا، وهو ما لم يتم علاقة باقتراح فرنسا، لماذا هذا الفرق؟ قال لوكورتيي «المغرب لم يستجب لاقترحات ما يفوق ستين بلد آخر» وذكر على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، مضيفا «لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأنه بعد بضع ساعات أو إذا ستتم اللجوء إلى المساعدة الفرنسية بشكل منسجم ومنظم».
في ذات البرنامج قالت سميرة سطايل، الصحفية ومديرة التحرير السابقة بقناة دوزيم، «من الخطير القول، في ستوديو تيليفزيوني، أن المغرب يرفض اقتراح مساعدة من قبل بلد آخر»، معتبرة أن ذلك يشكل تحريضا على التمرد من قبل الشعب المغربي.
وأوضحت سطايل أن الأمر أشبه بالقول للمغاربة «نريد مساعدتكم، لكن حكومتكم ترفض مساعدتكم»، وعندما قاطعها المقدم قائلا أن الفكرة ليست هي القول أن المغرب، على عكس دول أخرى مثل اسبانيا لم تستجب لاقتراح السلطات الفرنسية»، ردت سطايل أن أربع دول تتواجد على التراب الوطني ذكرت منها قطر، والمملكة المتحدة واسبانيا والامارات.
وذكرت سطايل في ذات الحلقة النقاط الخلافية بين المغرب وفرنسا، وأجملتها في قضية الصحراء والهجرة وقضية التجسس بيغاسوس، معتبرة أن كل هذه القضايا تبعدنا عن جوهر القضية التي هي سيادة الدولة.
جواب السلطات المغربية لم يتأخر هذه المرة، إذ أصدرت وزارة الداخلية بيانا بخصوص التعامل مع المساعدات الدولية، اعتبرت فيه أن الملك عبر عن خالص تشكرات المملكة المغربية للبلدان الصديقة والشقيقة التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظرفية الإستثنائية.
مضيفة أنه في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف، أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وأوضحت وزارة الداخلية أنه على أساس ذلك، استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ. موضحة أنه باعتماد نفس نهج التنسيق وتقييم الاحتياجات المرتبطة بهذه الفترة الحرجة، فقد دخلت هاته الفرق اليوم، الأحد 10 شتنبر الجاري، في اتصالات ميدانية مع نظيراتها المغربية.
وأردف ذات البيان أنه مع تقدم عمليات التدخل يمكن أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة.
وأكد البيان أن المملكة المغربية تؤكدترحيبها بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم، والتي تؤكد مدى احترام هذه الدول واعترافها بالالتزام الراسخ للمغرب ومساهماته العديدة في أعمال الدعم الإنساني الدولي، والتي تتم وفقا لتوجيهات الملك محمد السادس.
جدير بالذكر أن أكد رئيس منظمة «مسعفون بلا حدود» الفرنسية المتخصصة في التدخلات الطارئة بعد الزلازل ، أرنود فريس، كان قد صرح في وقت سابق من يوم الأحد أن المغرب منع فِرَق الإغاثة الجاهزة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال، التابعة لمنظمته.